ما تعمل لأجلنا، أو تكون بالجملة يهمّها شىء، و يدعوها داع و يعرض
لها إيثار. و لا لك سبيل إلى أن تنكّر الآثار العجيبة فى تكوّن العالم و أجزاء
السماويات، و أجزاء الحيوان و النبات، مما لا يصدر ذلك اتفاقا، بل يقتضى تدبيرا
ما، فيجب أن يعلم أن العناية هى كون الأول عالما لذاته بما عليه الوجود فى نظام
الخير، و علة لذاته للخير و الكمال بحسب الإمكان، و راضيا به على النحو المذكور،
فيعقل نظام الخير على الوجه الأبلغ فى الإمكان، فيفيض عنه ما يعقله نظاما و خيرا
على الوجه الأبلغ الذى يعقله فيضانا على أتم تأدية إلى النظام بحسب الإمكان، فهذا
هو معنى العناية.
و اعلم أن الشر يقال [1] على وجوه: فيقال شر لمثل النقص الذى هو الجهل و الضعف و التشويه فى الخلقة؛
و يقال شر لما هو مثل الألم و الغم الذى يكون هناك إدراك ما بسبب لا فقد سبب فقط.
فإن السبب المنافى للخير المانع للخير و الموجب لعدمه ربما كان مباينا لا يدركه
المضرور، كالسحاب إذا ظلل فمنع شروق الشمس عن المحتاج إلى أن يستكمل بالشمس، فإن
كان هذا
-
احمقى ديد كافرى قتّال
كرد از خير او ز پير سؤال
گفت هست اندر آن دو چيز نهان
كه نبى و ولى ندارد آن
قاتلش غازى است در ره دين
باز مقتول او شهيد گزين
نظر پاك اين چنين بيند
نازنين جمله نازنين بيند».
انتهى ما أردنا من نقل كلام الميبدي.
و بعضه لا يخلو من دغدغة لكونه خطابيا إقناعيا. و قوله: «نزد ايشان
قضا و عنايت علم حق است» هو كما في شرح المواقف: «القضاء عند الفلاسفة عبارة عن
علمه تعالى بما ينبغي أن يكون عليه الوجود حتى يكون على أحسن النظام و أكمل
الانتظام و هو المسمى عندهم بالعناية».