ارتساماً أوّليّا، وبيّن ذلك في الموجود والشّيء فأراد [1] الآن بيانه فيها
[2] فقال:
استحالة تعريف الموادّ الثلاث و لزوم الدور في تعريفها
و قد يعسر [3] علينا أنّ نعرّف حال الواجب والممكن والممتنع بالتعريف المحقّق
أيضاً اي كما في الموجود والشّيء، بل بوجه العلامة أيالممكن لنا إن نعرفها بالعلامة دون الحدّ
و جميع ما قيل في تعريف هذه [4] ممّا بلغك عن الأولين قد يكاد يقتضي دوراً، وذلك لأنّهم على ما
مرّ لك في فنون المنطق إذا أرادوا أن يحدّوا الممكن أخذوا في حده إمّا الضروري،
وإمّا المحال؛ ولا وجه لهم [5] غير ذلك أي قالوا: «الممكن ما ليس
شيء من الوجود والعدم ضروريّا له أو محالا عليه».
«فإذا [6]
أرادوا أن يحدّوا الضروري اخذوا في حده أمّا الممكن وأمّا المحال فقالوا: «الضروري مالا يمكن عدمه أو ما يستحيل فرض عدمه».
و إذا أرادوا أن يحدّوا المحال أخذوا في حدّه إمّا الضروري وإمّا
الممكن فقالوا: «المحال ضروري العدم» أو «غير ممكن الموجود» و قد أشار إلى
ما ذكرنا من التوضيح بقوله: