يقال: «حقيقة كذا موجودة» ولا يقال: «حقيقة كذا حقيقة» أو «شيء»،
بمعنى أنّ الأوّل مفيد والثاني غير مفيد، لا أنّ الأوّل صحيح والثّاني غير صحيح
حتّي يرد منع عدم صحة الثّاني. فمن صحّة حمل الموجود على الماهيّة وكونه مقيداً
يظهر مغايرتهما المستلزمة لمغايرة الموجود والشّيء، إذ المراد به الماهيّة ولولا
المغايرة لكان كحمل الماهيّة والشّيء على الماهيّة فيعدم الإفادة.
و إذا عرفت ذلك فلنشرح عبارة الكتاب، ثمّ نأتي بما يتعلّق به من
السؤال والجواب فقال: و نقول إنّ معنى الموجود [1] ومعنى الشيء متصوران في الأنفس
وهما معنيان جملة حالية من ضمير متصوّران حالكونهما معنيين متغايرين فالموجود والمحصل والمثبت إسماء مترادفة على معنى واحد.
إشارة إلى أنّ معنى الموجود ومردادفاته مع بداهته متعيّن ممتاز من
بين المعانى لايحتاج إلى تعيينه.
و لا نشكّ في أن معناها قد حصل في نفس من يقرأ هذا الكتاب 84// الذي هو موضوع علمه.
[انطواء الوجود الخاص في ذيل معنى «الشىء» و مترادفاته]
و الشي عطف على الموجود، وهذا إشارة إلى
تعيين معنى الشّيء حتّي ينهض بعد ذلك للتّنبيه على المغايرة
و ما يقوم مقامه من «الأمر» و «ما» و «الّذي» قد يدلّ به على صيغة المجهول فلا ضمير فيه بل