بالصّور المفارقة والقول بالمثل والتعليمات المفارقة عن المادّة.
وقوله: «و لأنّها» بالواو في النّسخ الّتي رأيناها، وعلى هذا يمكن إرجاع الضّمير
إلى توابع الواحد، ويكون معطوفاً على محذوف وتعليلًا ثانياً لوجوب التكلّم فيها.
والتقدير: ويجب التكلّم فيها لكونها من توابع الواحد من حيث إنّها
وحدات عارضة للكثير بما هو واحد، ولأنّها مناسبة للكثرة مثل مناسبة غير الشّبيه
وغير المساوي لها، أو عروضها حقيقة للكثير وإن كان من حيث اعتبار الوحدة له؛ ويمكن
إرجاعه إلى مقابلاتها ويكون تعليلًا ثانياً لوجوب التكلّم فيها، والأوّل ما فهم من
الكلام من مقابلها مع توابع الواحد. فالمعنى يجب أن نتكلّم في هذه المقابلات
لمناسبة التقابل، ولأنّها مناسبة للكثرة، ثمّ عدّ المقابلات بأنّها «مثل غير
الشبيه» إلى آخره، ولو لميكن لفظة «الواو» تعيّن رجوع الضّمير إلى مقابلاتها
والمعنى ظاهر.
[فهرس المقالة التاسعة]
ثمّ بعد ذلك ننتقل إلى مباديء الموجودات، فنثبت المبدأ الأوّل
وأنّه واحد حقّ في غاية الجلالة، ونعرّف أنّه من كم وجه 77// واحد ومن كم وجه حقّ،
وأنّه كيف يعلم كلّ شيء، وكيف هو قادر على كلّ شيء، وما معنى أنّه يعلم وأنه
يقدر وأنّه جواد وأنّه سلام- أي خيّر محض- معشوق لذاته وهو
[1] الحق، وعنده الجمال الحق؛ ونفسخ ما قيل وظنّ فيه من الأراء
المتضادة للحق. و جميع ذلك في الثامنة.