نام کتاب : إلهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 38
لا يتخلّف [1]
عنه. و المراد بها هاهنا ما يكون مؤثّرا في الوجود سواء كان بواسطة أو بغير واسطة.
فالصورة مؤثّرة في الوجود، لأنّها شريكة للعلّة
[2] الفاعلية، و كونها من علل الماهيّة لا ينافي ذلك. و كذلك الغائية [3] مؤثّرة في وجود المعلول، بخلاف
الموضوع و المادّة فإنّهما [4] قابلان و القابل لا يكون مؤثّرا، بل متأثّرا.
[193/ 12/ 3] قوله: و الجنس و الفصل و إن[5] كانا مقوّمين.
جواب لسؤال مقدّر، و هو:
أنّكم [6]
حصرتم العلل في الخمسة، و الجنس و الفصل من العلل مع أنّهما ليسا [7] منها.
أجاب: بأنّهما ليسا من العلل. لأنّهما محمولان على النوع و لا شيء
من العلل كذلك؛ و [8] لأنّهما لو كانا من العلل لتقدّما على
النوع [9] في الوجود، فلم يتّحدا معه بالوجود [10].
لا يقال: هذا يناقض [11] ما ذكر [12]
في المنطق من أنّ الجنس و الفصل علل الماهيّة؛ [9] لأنّا نقول: المراد هاهنا أنّ
الجنس و الفصل [13] ليسا من العلل الخارجية، و ذلك لا
ينافي كونهما من العلل في العقل. و هو المذكور في المنطق.
و [14] اعلم! أنّ العلل إمّا من حيث الخارج
أو من حيث العقل. و العلل بالقياس إلى الخارج إمّا علل الوجود و هي الفاعل و
الموضوع و الغاية، و إمّا علل الماهيّة و هي المادّة و الصورة و ما يشبههما [15]، كما في المثلّث. و أمّا بالقياس إلى
العقل فكذلك إمّا علل الماهيّة و هي الجنس و الفصل، و إمّا علل الوجود و هي
الموضوع، أعني: النفس، و الفاعل و هو العقل الفعّال، و الغاية [16] لو كانت. فلمّا كانت العلل بالقياس
إلى الوجودين واحدة لا جرم انحصرت [17] العلل في ثلاثة أصناف: