نام کتاب : إلهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 165
نصف الحركة في كلّ الزمان. فلمّا كان الزمان كمّية الحركة و كمّية
الحركة من جهتين: جهة المسافة و جهة الزمان، لكن جهة المسافة جهة التقدّم و
التأخّر اللّذين يجتمعان ضرورة أنّ المسافة ينقسم إلى متقدّم و متأخّر في الوضع
يجتمعان معا فى الوجود، و جهة الزمان جهة التقدّم و التأخّر اللّذين لا يجتمعان،
فالزمان [1] كمّية الحركة لا من جهة [2] التقدّم و التأخّر اللّذين يجتمعان [3]، فإنّها جهة المسافة. و الزمان ليس
كمّية الحركة من جهة المسافة بل من جهة التقدّم و التأخّر اللّذين لا يجتمعان،
فإنّها جهة الزمان [4].
التقدّم و التأخّر في الحركة تابعان إمّا للتقدّم [6] و التأخّر في المسافة، أو للتقدّم و
التأخّر في الزمان. فكما أنّ المسافة إذا انقسمت إلى متقدّم و متأخّر انقسمت
الحركة بحسب ذلك الانقسام إلى متقدّم و متأخّر، كذلك الزمان إذا انقسم إلى متقدّم
و متأخّر انقسمت الحركة إلى متقدّم و متأخّر بحسب ذلك أيضا
[7]، حتّى أنّ المتقدّم من الحركة هو ما حصل في المتقدّم من المسافة أو [8] الزمان، و المتأخّر من الحركة ما
يحصل [9] في المتأخّر من المسافة أو الزمان؛
لكن المتقدّم و المتأخّر من المسافة يجتمعان معا في الوجود
[10] و من الحركة [11] و [12] الزمان لا يجتمعان، فيكون للتقدّم و
التأخّر في الحركة خاصية من جهة ما هما أي:
التقدّم و التأخّر للحركة، لا من جهة ما هما للمسافة. و تلك الخاصية
كونهما لا يجتمعان و يكونان أي: يكون [13] المتقدّم و المتأخّر معدودين بالحركة، فإنّا نعدّ المتقدّم و
المتأخّر بحسب أجزاء الحركة حتّى أن الحركة إذا تجزّأت فمهما
[14] كانت أكثر كان عدد المتقدّم و المتأخّر أكثر، و إن كانت أقلّ كان
عددهما أقلّ. فعدد الأجزاء المتقدّمة [15] و المتأخّرة من الحركة هو الزمان، كما أنّ الحركة إذا اتّصلت كان
مقدارها الزمان. فالزمان عدد الحركة إذا