responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 181

أو النافع الحيوانيتين فيطيع ذلك ما انبث فى الفصل من القوى المحركة الخادمة بتلك الآمرة)

التفسير مراتب الحركات الاختيارية أربع فان الانسان اذا عقل أو توهم أو تخيل أمرا من الامور فان كان ذلك الامر نافعا و لذيذا بحسب الآمر فى نفسه أو فى اعتقاده انبعث الشهوة حينئذ و هى قوة جالبة للنفع و ان كان ضارا أو مؤلما اما بحسب الآمر فى نفسه أو فى اعتقاده انبعث الغضب و هو قوة دافعة للمؤذى ثم يقبع أيهما كان أعنى الشهوة و الغضب حصول اجماع و عزم متأكد من غير فتور و لا تردد ثم يتبع ذلك الاجماع تحريك القوى المبثوثة فى العضلات لتلك الاعضاء و بواسطتها تتحرك الآلات فاقرب المحركات القوة العضلية و يليه الاجماع و العزم و يليه الشهوة و الغضب و يليه التعقل أو التخيل أو التوهم و للناس فى كل واحد من هذه المراتب اختلافات أما المرتبة الاولى و هى القوة المبثوثة فى العضلات فمن الناس من أنكرها و زعم انه لا معنى لهذه القوة الا المزاج المعتدل الذي للاعضاء و هذا عند الفلاسفة باطل قالوا لان المزاج لا معنى له الا حرارة مكسورة و برودة مكسورة و كيف ما كان فهو من جنس الحرارة و البرودة فيكون مقتضاه من جنس مقتضاهما لا محالة و مقتضى هذه القوة ليس من جنس مقتضى هذه الكيفيات فهذه القوة ليست نفس المزاج و أما المرتبة الثانية و هى الاجماع فمن الناس من أنكره و قال الحيوان متى عقل كون الفعل نافعا أو تخيل ذلك أو توهمه فانه يكفى ذلك فى تحريك القوى المبثوثة فى العضلات و لا حاجة الى توسط هذه المرتبة و أما المرتبة الثالثة و هى الشهوة و الغضب فمن الناس من أنكرها و زعم انه لا معنى للشهوة الا الارادة الجازمة لنيل اللذة و لا معنى للغضب الا الارادة الجازمة للانتقام و الاكثرون فرقوا بينهما و قالوا ان المريض قد يريد شرب الدواء ارادة جازمة و ان كان لا يشتهيه و أما المرتبة الرابعة فهى الشعور بكون الفعل نافعا أو ضارا سواء كان ذلك الشعور مطابقا أو غير مطابق و بعضهم يسمى هذا الشعر رداعيا ثم اختلفوا فى أنه هل من شرط الفعل حصول الداعى أى هل من شرط حصوله حصول الشعور بكون ذلك الفعل نافعا أو لذيذا فالاكثرون سلموا ذلك قالوا لان القوى المبثوثة فى العضلات صالحة للحركة و ضدها فترجح أحد المقدورين على الآخر لا بد فيه من مرجح و هو الداعى و الا لزم ترجح الممكن من غير مرجح و هذا محال و منهم من قال لا حاجة الا هذا الداعى لان الهارب من السبع اذا عن له طريقان متساويان من كل الوجوه فانه لا بد و ان يسلك أحدهما دون الآخر لانه من المحال ان يقف هناك ليفترسه السبع و من المحال أن يسلكهما معا و من المحال أن يسلك الراجح لانا فرضنا استواءهما فى جميع الامور فلا بدّ و ان يسلك أحدهما دون الآخر من غير مرجح و كذلك العطشان حدا اذا خير بين القدحين من الماء متساويين من جميع الوجوه و الجائع جدا اذا خير بين رغيفين متساويين من جميع الوجوه و ضربوا أمثلة كثيرة من هذا الجنس قالوا و لو احتيل فى استخراج ما به يترجح أحدهما على الآخر فنفرض الاستواء فى كل تلك الامور فان كل ضفة حاصلة لاحد الشيئين أمكن حصول مثلها للآخر و لا يجوز أن يقال المرجح هو تعينه و تشخصه الذي لا يمكن أن يشاركه فيه غيره لان متعلق غرضه من لمأكول و المشروب الماهية لا الشخصية فثبت بما ذكرنا ان الفعل لا يتوقف على الداعى و اعلم أن الكلام فى هذه المراتب الأربعة كثير جدا و المباحث فيها عميقة و لكنا اكتفينا بهذا القدر لئلا يطول الكتاب و لنرجع الى شرح المتن أما قوله و أما الحركات الاختيارية فهى أشد نفسانية فمعناه ان القوى النباتية لما جعلها من القوى النفسانية مع انها تشبه القوى الطبيعية فى عدم الادراك و الشعور فهذه القوى الاختيارية أولى أن تكون نفسانية لما انها لا تحرك الا مع الادراك و الشعور و أما قوله و لها مبدأ عازم مجمع فاعلم ان هذه اشارة الى المرتبة الثانية و هى العزم و الاجماع و الارادة الجازمة الخالية عن الفتور و أما قوله مذعنا و منفعلا عن خيال أو وهم أو عقل فاعلم ان هذا اشارة الى المرتبة الرابعة و أما قوله ينبعث منها غضب أو شهوة فاعلم ان هذا اشارة الى المرتبة الثالثة و كأنه قال العزم يتبع الخيال أو الوهم أو العقل حال ما يتبع أحد هذه الثلاثة الشهوة أو الغضب و حينئذ يكون العزم بالحقيقة تابعا للشهوة و الغضب و هما تابعان للخيال أو

الوهم أو العقل و أما قوله فيطيع ذلك ما أثبت فى الفصل من القوى المحركة الخادمة لتلك الآمرة فاعلم ان معناه انه يطيع ذلك المبدأ العازم المجمع الذي بينا شأنه و صفته فهذه القوى المنبثة فى العضلات و اعلم ان القوة المحركة فى الحقيقة ليست الا هذه القوى العضلية و سائر المراتب فهى بالحقيقة كالآمرة

(المسألة الثالثة) فى ان الفلك متحرك بالارادة فصل واحد

(اشارة [في بيان أن الحركات المستديرة الفلكية]

الجسم‌

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست