نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 82
إشارة [في إثبات أن نفس الانسان غير الجسمية و المزاج]
هو ذا يتحرك الإنسان بشيء غير جسميته التي لغيره، و بغير مزاج جسمه
الذي يمانعه كثيرا حال حركته في جهة حركته بل في نفس حركته و كذلك يدرك بغير
جسميته [جسمية خ] و بغير مزاج جسميته الذي يمنع عن إدراك الشبيه، و يستحيل عند
لقاء الضد فكيف يلمس به و لأن المزاج واقع فيه بين أضداد متنازعة إلى الانفكاك
إنما يجرها على الالتئام و الامتزاج قوة غير ما يتبع التئامها من المزاج. و كيف و
علة الالتئام و حافظه قبل الالتئام فكيف لا يكون قبل ما بعده. و هذا الالتئام كلما
يلحق الجامع الحافظ وهن أو عدم يتداعى إلى الانفكاك فأصل القوى المحركة و المدركة.
و الحافظ للمزاج [شيء] آخر لك أن تسميه بالنفس، و هذا هو الجوهر الذي يتصرف في
أجزاء بدنك، ثم في بدنك.
إشارة [في بيان وحدة ما اثبت بالحركة و الادراك]
فهذا الجوهر فيك واحد، بل هو أنت عند التحقيق و له فروع من قوى منبثة
في أعضائك فإذا أحسست بشيء من أعضائك شيئا، أو تخيلت،، أو غضبت، ألقت العلاقة
التي بينها و بين هذه الفروع هيئة فيه حتى تفعل بالتكرار إذعانا ما؛ بل عادة و
خلقا يتمكنان من هذا الجوهر المدبر تمكن الملكات و كما يقع بالعكس فإنه كثيرا ما
يبتدئ فتعرض فيه هيئة ما عقلية فتنقل العلاقة من تلك الهيئة أثرا إلى الفروع، ثم
إلى الأعضاء. انظر أنك إذا استشعرت جانب الله عز و جل و فكرت في جبروته كيف يقشعر
جلدك و يقف شعرك و هذه الانفعالات و الملكات قد تكون أقوى، و قد تكون أضعف، و لو
لا هذه الهيئات لما كان نفس بعض الناس بحسب العادة أسرع إلى التهتك و [الى]
الاستشاط غضبا من نفس بعض.
إشارة [في بيان أحوال قوى النفس]
درك الشيء هو أن تكون حقيقته متمثلة عند المدرك يشاهدها ما به يدرك
فإما أن تكون تلك الحقيقة نفس حقيقة الشيء الخارج عن المدرك إذا أدرك فيكون حقيقة
ما لا وجود له بالفعل في الأعيان الخارجة. مثل كثير من الأشكال الهندسية بل كثير
من المفروضات التي لا تمكن إذا فرضت في الهندسة مما لا يتحقق أصلا، أو يكون مثال
حقيقته مرتسما في ذات المدرك غير مباين له. و هو الباقي.
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 82