responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 81

عين التعظيم لرب العزة وذلك لأن في التوسل أعتراف من العبد بحقارة نفسه ووضاعتها بلحاظ الساحة الألهية ومن ثم يرى نفسه بعيداً عن القرب الإلهي ومحتاجاً إلى طي مسافة البعد بوسيلة غير ذاته الوضيعة، ورفض الواسطة كما فعل إبليس هو عين التكبر لله، أو بعبارة أخرى استنقاص عظمة الباري. لأنه ينطوي على نظرة تعظيم الشخص لذات نفسه.

وأنه لعظمة ذات نفسه قريب من الساحة الإلهية فلم يدرك بهذه النظرة الخاطئة مدى عظمة الله كي يستصغر لذلك ذات نفسه ويستحقرها ويعرف مدى بعده عن الذات الإلهية.

كما ورد لدينا في الدعاء (ادعوني بلسان لم تذنب فيه) إذن الإنسان الذي لا يمتلك طهارة كاملة كيف يريد أن يرفض الواسطة الطاهرة التي هي أقرب إلى الباري. هذا إنما يدل على كفر الإنسان بقداسة الباري، وإلا لو أقرّ الانسان على نفسه بأن الباري مقدس كيف أخذ على الباري بأوصاف نفسه المخلوقة الوضيعة. وإذا كان الباري نور وقدوس فكيف أفد عليه بهذا الوضع فأنا حينئذ في الواقع لم أعظم لم أتهيب لعظمة الباري ولم أتهيأ لها بل تكبرت وعتيت وتكبرت في نفسي عتواً، أما إذا كانت نفسي خاضعة للرب فمن ثم أقرّ على نفسي بأني لن أستطيع التكلم مع ربي بالوفود عليه بهذه الذات الدنيئة لذلك فأن منتهى العبّاد والزّهادة في أدعيتهم أن يتشفع بالوسائط وذلك لأن العابد الداعي إذا أقر على نفسه بمنتهى العبودية أي بضعة ذاته وحقارتها وزهد عن النظر في أنانية ذاته وفي فرعونية جبل النفس فحينئذ يرى أن ذاته لا أهلية لها في الوفود

على ساحة الباري بلباس ذاتها، بل لا بد أن تتلبس ذات العابد الداعي الزاهد بلباس وحجاب أحد المقربين الوجهاء في الساحة الإلهية.

وهذا ما نشاهده في تعليم السجاد لنا في دعاء عرفة عند قوله أنا أقل وكما في دعاء عرفة لزين العابدين أيضا حيث تضمّن شرح أن التوبة والندم يأتي بعد توجهك إلى الله بالنبي وآله عين الآية الكريم: [وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ] جاؤك يعني قبل أن تتكلم أنت مع الباري قبل أن تندم أنت مع الباري، قبل أن تخاطب الباري، أطرق الحجاب تأدباً.

نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست