responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 80

قريب العلم من الثاني الثاني بعيد العلم بالأول وهكذا، قربه إلينا قدرة هو عين بعدنا عنه قدرة. فنحن بعيدين عن الله قدرة وسلطانا عليه وقاهرية له حتى هؤلاء الذين يحرّمون التوسل ويحاربون الواسطة بين الله وخلقه. هم يقولون بالتوسل بالأعمال فنخاطبهم لِمَ تتوسل بالعمل. أليس هناك مسافة بين العابد والمعبود؟ إذن المسافة موجودة إذاً لابد لك أن تقترب بطريقة ووسيلة. إذاً هذا خلاف ما قلتموه من أن لازم قرب الله من الجميع واستغنائهم عن الواسطة ليس أن الكل مقرب من الله، فإبراهيم الخليل مقرب عند الله، لا كسيد الأنبياء فلا يكون إبراهيم مقرب عند الله بنفى وساطة محمد (ص)، بل لابد في إبراهيم أن يتوسل بمحمد (ص) لحصوله على النبوة. وذلك بنفس الآية المذكورة: [وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ] [1]. بنفس هذه الآية إن نوح وإبراهيم وعيسى وموسى كلهم حصلوا على مرتبة النبوة بإقرارهم بسيد الأنبياء وإلى هذه اللطيفة تشير هذه الآية: [فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ] كما في نصوص الفريقين إن هذه الكلمات هي اسم النبي محمد (ص) ووردت نفس اللفظة في شأن إبراهيم في قوله تعالى: [وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ] فإبراهيم الخليل في تعظيمه لله لابد له أن يتقرب بالنبي (ص) كي يحصل على المقامات لأن الشفاعة هي الواسطة ليس فقط خروج من سجن الذنوب، الواسطة في الحصول على منصب وأمتياز دنيوي أو أخروي.

إذاً الأنبياء بما فيهم عيسى وموسى كي يعظمون ربهم حق تعظيم يجب أن لا يقولوا كما قال إبليس: [أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ أَ أَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً] لا يكونوا في سوء الأدب كإبليس تعاظمت لديه ذات نفسه وقال من هو آدم، أنا خير منه، وأنا أحاور ربي وأتكلم مع ربي من دون شفيع ومن دون حجاب هذا هو في الواقع متكبر على حضرة الربوبية. فحاشى إبراهيم الخليل وحاشى موسى الكليم، وحاشى عيسى المسيح أن يجدوا في أنفسهم هذا التعاظم، وهذا الكبر الذي هو عند إبليس.

مثل الآن هذا الذي يحس نفسه حثالة من المجتمع، هل يفد على عظيم مباشرة، هذا هتكاً للحجاب، مثل الإنسان القذر هل يفد على إنسان نظيف.

وتعظيم الباري تعالى هو أن تتوسل بواسطة قريبة، تقرّ على نفسك بأنك بعيد- في صفاتك الحقيرة وحقارة صفاتك- عن صفات الباري العظيمة. فالتوسل واتخاذ الواسطة


[1] ) الأحزاب: 7.

نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست