responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 33

هاتان الآيتان حسب مورد النزول فيهما دلالة على أن القرية التي أمر الله تعالى بني أسرائيل بالدخول فيها كانت قرية ومنطقة مقدسة ومباركة وذلك لأمرين:

الأول: عَبَر الباري تعالى: [فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ] وهذا يدل على أن تلك القرية فيها بركات عظيمة إضافة الى تلك النعم السابقة التي ذكرتها الآية السابقة: [وَ ظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ] [1].

الثاني: قوله تعالى: [وَ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً] وهذا يدل على أن القرية مكان عبادة وتعظيم حيث يتعبد فيها لله تعالى، ويغفر فيها الذنوب، ولذلك أمر الله تعالى بالدخول سجداً.

ومن خلال هذين الأمرين يتضح أن هناك بقاع معظمة ومقدسة، [ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَ لا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ] [2]، وفيها من البركات الدنيوية العظيمة ويندب عبادة الله فيها لغفران الذنوب.

إن الدخول الى هذه القرية أو البقاع المقدسة له آداب خاصة وهي:

أ- [وَ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً]، وهذا أمر وتكليف كما ذهب الى ذلك الفخر الرازي [3] وأستدل بوجهين على ذلك.

ب- [وَ قُولُوا حِطَّةٌ]، وهو الأستغفار والخضوع والتذلل لله تعالى، أي حط عنا ذنوبنا، فطلب الأستغفار والتوبة مشروط بدخول تلك القرية لما لها من بركات وقدسية.

فإذا ألتزموا بهذين الشرطين فسوف يزيد أحسانهم أحساناً: [وَ إِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وَ كُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ وَ قُولُوا حِطَّةٌ وَ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ] [4].

وأما إذا لم يلتزم بتلك الآداب الخاصة التي أمر الله بها: [فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ]، وهذا تأكيد على أرتكابهم للمعاصي.


[1] البقرة: 57.

[2] المائدة: 21.

[3] التفسير الكبير ج 88: 3.

[4] الأعراف: 160- 161.

نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست