responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 31

ورد في بعض الأخبار عن الإمام العسكري (ع): أن هوى أهل مكة كان في الكعبة فأراد الله أن يبين متبع محمد من مخالفيه بأتباع القبلة التي كرهها، ومحمد يأمر بها و .....

ثم قال: [وَ إِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ] إن كان التوجه الى بيت المقدس في ذلك الوقت لكبيرة إلا على من يهدي الله، فعرف أنَّ لله أن يتعبد بخلاف ما يريده المرء ليبتلي طاعته في مخالفة هواه [1].

إذاً الغرض من أستقبال بيت الله الحرام، أو بيت المقدس، هو طاعة وديانة وتدين بولاية النبي (ص) وليس لأجل الكعبة بما هي هي.

وهذه واقعة قرآنية بيّنة ناصعة تدل على أن التوحيد في العبادة أو في الأتجاه هو بطاعة النبي (ص) التي هي تؤدي بدورها الى طاعة الله وتوحيده.

الفرق بين العبادتين:

لقد جاء في تاريخ أبن كثير وغيره ممن كتبوا في السيرة النبوية، أن القرشيين تشددوا في تعظيم البيت وتقديسه، وقالوا نحن بنو إبراهيم وأهل الحرم وولاة البيت، وقطان مكة، فليس لأحد من العرب مثل حقنا ولا مثل منزلتنا، ولا تعرف له العرب مثل ما تعرف لنا، وتواصوا بينهم أن لا يعظموا شيئاً من الحل كما يعظمون الحرم.

وكان لا يتركون الطواف والسعي وتقبيل الحجر الأسود بأعتبار أنها عبادات إبراهيمية وهم حسب أدعائهم كانوا على ملة إبراهيم (ع)، ولما تحولت القبلة الى بيت المقدس، فكانوا أشد المعارضين لذلك، وكانوا يقولون للمسلمين لِمَ تقولون نحن على ملة إبراهيم وأنتم تتركون قبلته وتصلون الى قبلة اليهود، لأنه لم تعرف مكة ديناً غير دين إبراهيم (ع) في أول عهدها بالدين، فكانوا يحجون البيت ويقيمون المناسك، ويعظمون الأشهر الحرم، ولذلك أعترضوا على رسول الله (ص) عندما جعل القبلة الى بيت المقدس، وقد بيّن سبحانه وتعالى سبب ذلك: [إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ]، إن هذه الأحكام والتشريعات ليست إلا لأجل مصالح تعود الى تربية الناس


[1] الأحتجاج ج 49: 1.

نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست