responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 20

الجهيد، وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة، لا يدرى أمِنْ سِني الدنيا أم سِني الآخرة، عن كِبْر ساعة واحدة فمن ذا بعد أبليس يسلم على الله بمثل معصية؟ كلا ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشراً بأمرٍ خرج به منها ملكاً إن حكمه في السماء وأهل الأرض لواحد. وما بين الله وبين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمى حرمه على العالمين) [1].

إبليس يقترح:

والمهم أن الله تعالى قد بين في هذه الواقعة أن عبادة إبليس- ستة آلاف سنة- كفر من دون التوجه بولي وخليفة الله، واللطيف أنه ورد في روايات الفريقين أن إبليس أقترح على الباري أن يعفيه من السجود لآدم.

فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) إنه قال: أمر إبليس بالسجود لآدم فقال: يا رب وعزتك إن أعفيتني من السجود لآدم لأعبدنك عبادة ما عبدك أحد قط مثلها، قال الله (عزوجل): إني أحب أن أطاع من حيث أريد .... [2].

فلو كان العابد يريد أن يعبد المعبود من حيث يشتهي لما كان المعبود معبوداً والعابد عابداً، ولكان العابد هو المعبود لأنه يعبد هوى نفسه على هوى خالقه، ولهذا نعت الباري تلك العبادة- ستة آلاف سنة- بأنها كفر: [أَبى وَ اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ]، مع أنه على منطق هؤلاء الشرذمة أنها عبادة خالصة جداً لأن فيها نفي الواسطة، لأن كل تحسسهم وزندقتهم هي نفي الواسطة، والحال أن الباري تعالى قال أن هذه وثنية وكفر، فالتوحيد إذاً هو أن يتجه في سجوده وعبادته بآدم الى الله.

الخطاب لم يختص بآدم (ع):

إن خطاب السجود هذا، لم يكن مختصاً لآدم فقط، بل لكل من يتحلى بمنصب الخلافة الإلهية: [إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ..]، فالسجود لآدم بصفته خليفة، ولم يقل إني جاعل في الأرض نبياً أو رسولًا، بل قال خليفة يعني ذو قدرة تصرف وصلاحية تصرف، وهي الإمامة بعينها: [يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ


[1] شرح نهج البلاغة ج 75: 13.

[2] قصص الأنبياء للراوندي: 46، بحار الأنوار ج 262: 2.

نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست