responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 112

أن في دار الدنيا حالة منامية والبعث إلى البرزخ والآخرة حالة اليقظة، فشعور وأدراك وسمع وأبصار من انتقل من دار الدنيا إلى دار الآخرة اشد بمراتب من الكائن في دار الدنيا.

كما يُشير إلى ذلك قوله تعالى: [فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ] [1].

فتشير الآية إلى أن البصر في دار الدنيا محجوب بغطاء ولا حدة فيه ليبصر الحقائق والواقع، ونظير ذلك ما ورد عن سيد الشهداء الحسين (ع): (أن الدنيا حلوها ومرها حلم) فيتحصل من مجموع الآيات والروايات أنَ شعور وأبصار وسماع أهل الآخرة أشد وأقوى واحد من أدراك أهل دار الدنيا.

واليأس من الموتى وأصحاب القبور من صفة الكفار والمنافقين، كما في الآية المتقدمة والإيمان بأصحاب القبور وأنتقال وجودهم إلى البرزخ وإنما نقلوا من دار إلى دار فإنهم وإن عدموا من دار الدنيا ورحلوا عنها إلا أنهم موجودون في دار الآخرة من البرزخ فلم ينعدموا تماماً كما يعتقده الدهرية وأصحاب الفلسفة المادية الذين يجحدون كل شيء وراء الحس الدنيوي المادي ويقولون: [ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ] [2] ويحسبون أن الموتى أصبحوا رميم وعظام بالية لا غير، ولا يستيقنون بالبرزخ: [وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ] [3] وأن أهل البرزخ من الموتى على أرتباط بمواضع قبورهم وبمن يزورهم فيها. فمن صفات المؤمنين بالغيب بالغيب والآخرة.

وأما الآية الثانية: فدلالتها صريحة في خطأ الكفار وتغليطهم فيما يعتقدون اتجاه أصحاب القبور نظير خطأ المغضوب عليهم في اليأس من الآخرة، فإن المغضوب عليهم لعدم إيمانهم بالآخرة لايعولون ولايطمئنون إلى وجود الآخرة وما فيها من ثواب الله ورضوانه ودار أنعامه، مع أن الدار الآخرة هي حقيقة واقعة وموجودة وهي دار أعظم شأناً وسعة وفسحة وجمالًا وجلالًا وبهاءاً من دار الدنيا إلا أن المغضوب عليهم بسبب عدم إيمانهم أخطئوا وجهلوا هذا الأمر، نظير جهل الكفار


[1] ق: 22.

[2] الجاثية: 24.

[3] المؤمنون: 100.

نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست