responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 111

ونظير ما ورد في قوله تعالى: [وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلًا] [1].

فإن المراد ليس هو عمي العين كعضو للبدن بل عمي القلب.

ومن ثم ورد أن الجاهل بين العلماء كالميت بين الأحياء وأن العالم بين الجهال كالحي بين الأموات فالحياة والموت بلحاظ الروح تختلف عن الحياة والموت بلحاظ البدن، فالإدراك والشعور حياة والجهل والغفلة موتٌ والأيمان حياةٌ فاعلة والكفر والتكذيب بالحق موتٌ، وهذا نظير اصطلاح القرآن الكريم في لفظة القرية والقرى ولفظة المدينة كما في قوله تعالى: [وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ] [2].

وقوله تعالى: [وَ جاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ] [3] فإن المرسلين الثلاثة أرسلوا إلى المدينة العامرة ومع ذلك سماها القرآن قرية وذلك

لكون أهلها كفار، والمكان الذي منه أتى المؤمن (حبيب النجار) هو في العمران والبناء وذلك لكون أهلها مؤمنين والتمدن في القرآن هي بلحاظ الإيمان الذي هو كمال وتطور للبشرية، والكفر تخلف وانحطاط لها.

ونظير ذلك الأمية والعلم والتعلم في القرآن، فإنه أُطلق على أهل مكة بالأميين لأنه لم يبعث فيهم رسولًا من قِبل ولم ينزل عليهم كتاب فليسوا بأهل الكتاب في مقابل أهل الكتاب فإنهم أهل العلم، ونظير ذلك قوله تعالى: [وَ إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ] [4] حيث دلت على أن الدار المفعمة بالحيوية والحياة ذات النفح الحيوي هي دار الآخرة وكأنما دار الدنيا والحياة فيها أقرب إلى الموت منها إلى الحياة، والدار الآخرة أقرب إلى الحياة منها إلى الموت.

[وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقى] [5]، وكما في قوله (ص): (الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا) أي


[1] الإسراء: 72.

[2] يس: 13.

[3] ) يس: 20.

[4] العنكبوت: 64.

[5] الأعلى: 17

نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست