زينب (عليها السلام) حتّى من العدو قبل الصديق أو الموالي أنَّها (عليها السلام) تمثِّل البيت النبوي (ص)، وتمثِّل البيت العلوي، والبيت الفاطمي، وهذا لم يأتِ من صدفة وفراغ، وإنَّما أتى كل هذا من تحسسهم وإحساسهم وشعورهم بأنَّ هذا الخط تابع للبيت النبوي وليسَ لبيت آخر أو لشخص آخر أو لجهة مناوئة أُخرى، ولذلك تمَّ إبعادها من المدينة، وهذا يبيِّن لنا مدى أهمية عظمة السيدة زينب (عليها السلام) في العالم الإسلامي آنذاك، ولو بقيت لأعادت ذلك البيت العلوي والبيت الفاطمي لانشداد العالم الإسلامي معها، وقد رأت الدولة الأموية كيف بدأ تفاعل المسلمين معها.

هيبة زينب وفاطمة (عليهما السلام):

فلو نلاحظ شخصية والدتها فاطمة (عليها السلام) كيف كانت تعبئ وتستنفر الأنصار عسكرياً حينما خطبت أمام أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم [1]، وكان هذا الاستنفار والتحشيد والتعبئة كاد أنْ ينفر الأنصار، يعني كادوا أنْ يقوموا بعمل مسلَّح ليقضوا على أهل السقيفة، وهذا الأمر مذكور في

[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 210: 16؛ النهاية لابن الأثير 273: 4؛ بحار الأنوار، ج 216: 29.