وأما الحشر والنشر: فسيأتي في الباب الثالث أنه متعدد ولا ينحصر بعالم يوم القيامة الكبرى والمعاد الأكبر، وأن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هم أصحاب الحشر والنشر لأنَّهم حكّام الآخرة من قبله تعالى وجميع الملائكة في الحشر مأمورون من الله بطاعتهم.
وأما كونه (ع) دولة الدول وصاحب الكرات والرجعات أيضاً، بمعنى صاحب الصولات الخفية للحق في كل بقعة وفي كل زمان، فقد ورد بمعان عِدَّة:
أحدها: أنه صاحب دول ودولات عديدة في الرجعة، لأن له (ع) رجعات وكرّات، وفي كل رجعة وكرة دولة فهو صاحب دول، وأكثر من يرجع عدداً من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هو أمير المؤمنين (ع)، وقد ورد أن الرجعة من مختصات علي (ع) في قبال اختصاص النبي (ص) بالقيامة، مع أن للنبي شأنا عظيما في الرجعة، ولعلي شأنا كبيرا في القيامة.
وثانيها: أن أكبر دولة يقيمها أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هي دولة أمير المؤمنين (ع) دون دولة الرسول (ص) التي هي أعظم دولة على الاطلاق.