responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول إستنباط العقائد في نظرية الإعتبار نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 148

العلّية التامّة لما بيّنه الفلاسفة والمتكلّمون من أنه لا ملازمة بين المقدّمات- الصغرى والكبرى- وإدراك النتيجة، كما ذكر ذلك في المنظومة السبزواري في بحث القياس حيث بيّن بأن الرابطة ليست رابطة العلّة والمعلول بين المقدّمات وإدراك النتيجة، بل من باب الإعداد.

وأمّا المتكلّمون فقالوا بأنّه جرت سنّة اللَّه على أنّه إذا ادركت تلك المقدّمات، جعلت معدّة لإفاضة النتيجة، والفلاسفة يذهبون إلى الإعداد وأمّا العلّة لإدراك النتيجة فهي إفاضة العقول العالية على العقل البشري النازل، كما في تعبير بعض الروايات

«خلق اللَّه العقل وجعل للعقل رؤوساً بعدد رؤوس الخلائق»

، فالرابطة بين المقدّمات وإدراك النتيجة إرتباط إعدادي؛ فالعلّية أثبتت للعوامل الفوقانيّة لا للمقدّمات، كما بيّن في الفلسفة نظير ذلك في الفاعل في عالم المادّة، أنّه ليس بفاعل إيجادي، بل فاعل طبيعي أي فاعل الحركة، فمثلًا الإنسان يتحرّك ويأخذ البذرة وباقي اللوازم فيزرع الزرع، ولكن المفيض للوجود الشجري هي العوامل العلويّة وقد بيّنوا في محلّه من أن الجسم لا يمكن أن يفيض صورة جسميّة أخرى.

وإذا اتّضح عدم العلّية بين المقدّمات والنتيجة والإذعان، بل الإعداد فربّما لا يحصل إدراك النتيجة أو لا يحصل الإذعان بها وذلك لكون الإنسان ذا حالات مرضيّة نفسيّة في قوّة العقل العملي والنظري وفي القوى المادون الدرّاكة بمثل الجربزة والعناد والوسوسة والإضطراب. فهذه أمراض في القوى الفوقانيّة في النفس وهذه الصفات النفسيّة معادية وممانعة عن الإنتقال من مرحلة إلى مرحلة في الأفعال الثلاثة، فمثلًا الوسواسي لا يحصل له إذعان للإدراكات الصحيحة، وهذا ممّا يدلّ على أن العلم بالنتيجة ليس علّة تامّة للإذعان والتسليم؛ لأنّه قد تمانع صفة الوسوسة والإضطراب من صفات الرويّة في العقل العملي،

نام کتاب : أصول إستنباط العقائد في نظرية الإعتبار نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست