و تصحيف و مع ذلك يأباه الطبع (و من السجع على هذا القول) اى القول
بعدم اختصاصه بالنثر (ما يسمى التشطير، و هو جعل كل من شطرى البيت سجعة مخالفة
لاختها) اى للسجعة التى فى الشطر الاخر، و قوله سجعة فى موضع المصدر اى مسجوعا
سجعة لان الشطر نفسه ليس بسجعة او هو مجاز تسمية للكل باسم جزئه (كقوله تدبير
معتصم باللّه منتقم، للّه مرتغب فى اللّه) اى راغب فيما يقرّبه من رضوانه (مرتقب)
اى منتظر ثوابه او خائف عقابه، فالشطر الاول سجعة مبنية على الميم و الثانية سجعة
مبنية على الباء.
[الموازنة]
(و منه) اى و من اللفظى (الموازنة و هى تساوى الفاصلتين) اى الكلمتين
الاخيرتين من الفقرتين او من المصراعين (فى الوزن دون التقفية نحووَ نَمارِقُ
مَصْفُوفَةٌ وَ زَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ) فان مصفوفة و مبثوثة متساويان فى الوزن لا فى التقفية اذ الاولى على
الفاء و الثانية على الثاء لا عبرة بتاء التأنيث فى القافية على ما بيّن فى موضع.
و ظاهر قوله دون التقفية انه يجب فى الموازنة عدم التساوى فى التقفية
حتى لا يكون نحوفِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ، وَ أَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ،من الموازنة و يكون بين الموازنة و
السجع مباينة الا على رأى ابن الاثير فانه يشترط فى السجع التساوى فى الوزن و
التقفية و يشترط فى الموازنة التساوى فى الوزن دون الحرف الاخير فنحو شديد و قريب
ليس بسجع و هو اخص من الموازنة و اذا تساوى الفاصلتان فى الوزن دون التقفية (فان
كان ما فى احدى القرينتين) من الالفاظ (او اكثره مثل ما يقابله من) القرينة
(الاخرى فى الوزن) سواء كان يماثله فى التقفية او لا (خصّ) هذا النوع من الموازنة
(باسم المماثلة) و هى لا تختص بالنثر كما توهمه البعض من ظاهر قولهم تساوى
الفاصلتين و لا بالنظم على ما ذهب اليه البعض بل تجرى فى القبيلتين فلذلك او رد
مثالين نحو قوله تعالى (وَ آتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ وَ هَدَيْناهُمَا
الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَو قوله مها الوحش) جمع مهاة و هى البقرة الوحشية (الا ان هاتا) اى
هذه النساء (او انس، قنا الخط الا ان تلك) لقناة (ذوابل) و هذه النساء نواضر، و
المثالان مما يكون