نام کتاب : علم البيان نویسنده : عبد العزيز عتيق جلد : 1 صفحه : 79
و «كأن» حرف مركب عند أكثر علماء اللغة من
الكاف و إن.
قالوا: و الأصل في «كأنزيدا أسد» «إنزيدا كأسد» ثم قدم حرف التشبيه اهتماما به، ففتحت همزة «إن» لدخول الجار، و ما بعد الكاف جرّ بها.
و «كأن» للتشبيه على الإطلاق، و هذا هو
استعمالها الغالب و المتفق عليه من جمهور النحاة، و زعم جماعة من النحاة أنها لا
تكون للتشبيه إلا إذا كان خبرها اسما جامدا، نحو: كأن زيدا أسد. بخلاف كأن زيدا
قائم، أو في الدار، أو عندك، أو يقوم، فإنها في ذلك كله للظن و الشك.
أي بمنزلة ظننت و توهمت. و معنى هذا أنه إذا كان خبرها وصفا أو جملة
أو شبه جملة فهي فيهن للظن، و لا تكون للتشبيه إلا إذا كان الخبر مما يتمثل به.
فإن قلت: كأن زيدا قائم، لا يكون تشبيها لأن الشيء لا يشبه نفسه. و لكن جمهور
النحاة على الرأي الأول القائل بأنها للتشبيه على الإطلاق، و على هذا يقولون: إن
معنى كأن زيدا قائم، تشبيه حالته غير قائم بحالته قائما.
3- مثل:
و من أدوات التشبيه مثل و ما في معنى مثل كلفظة «نحو»، و ما يشتق من لفظة مثل و شبه، نحو مماثل و مشابه و ما رادفهما. و أما
أدوات التشبيه الفعلية فنحو: يشبه و يشابه و يماثل و يضارع و يحاكي و يضاهي.
و قد يذكر فعل ينبىء عن التشبيه كالفعل «علم» في
قولك: علمت زيدا أسدا و نحوه، هذا إذا قرب التشبيه بمعنى أن يكون وجه الشبه قريب
الإدراك، فيحقق بأدنى التفات إليه. و ذلك لأن العلم معناه التحقق، و ذلك مما يناسب
الأمور الظاهرة البعيدة عن الخفاء.
أما إن بعد التشبيه أدنى تبعيد قيل: خلته و حسبته و نحوهما لبعد
الوجه عن التحقق، و خفائه عن الإدراك العلمي، و ذلك لأن الحسبان
نام کتاب : علم البيان نویسنده : عبد العزيز عتيق جلد : 1 صفحه : 79