و قد يليها مفرد لا يتأتى التشبيه به، و ذلك إذا كان المشبه به
مركبا، كقوله تعالى:وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ
أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ
هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُإذ ليس المراد تشبيه حال الدنيا بالماء، و لا بمفرد آخر يتعمل و
يتمحل لتقديره، بل المراد تشبيه حالها في نضارتها و بهجتها و ما يعقبها من الهلاك
و الفناء، بحال النبات يكون أخضر و ارفا ثم يهيج فتطيّره الرياح كأن لم يكن. و نحو
قول لبيد:
و ما الناس إلا كالديار و أهلها
بها يوم حلّوها و بعد بلاقع
فلبيد لم يشبه الناس بالديار، و إنما شبه وجودهم في الدنيا و سرعة
زوالهم و فنائهم بحلول أهل الديار فيها و سرعة نهوضهم عنها و تركها خالية.
2- كأن:
و تدخل على المشبه أو يليها المشبه، كقول الشاعر: