responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم البيان نویسنده : عبد العزيز عتيق    جلد : 1  صفحه : 103

فالبحتري لم يأت بالتشبيه صريحا فيقول: إن حال الممدوح يضحك في غير مبالاة عند ملاقاة الشجعان و يفزعهم ببأسه و سطوته تشبه حال السيف عند الضرب له رونق و فتك، و لكنه أتى بذلك ضمنا، لباعث من البواعث السابقة.

و لنأخذ مثالا ثالثا و هو قول ابن الرومي:

قد يشيب الفتى و ليس عجيبا

أن يرى النّور في القضيب الرطيب‌ [1]

فابن الرومي يودّ أن يقول هنا: قد يعتري الفتى الشيب في ريعان شبابه، و ليس ذلك بالأمر العجيب لأن الغصن الغضّ الندي قد يظهر فيه الزهر الأبيض قبل أوانه.

فالأسلوب الذي عبّر به ابن الرومي عن فكرته هنا يتضمن تشبيها لم يصرّح به، فإنه لم يقل مثلا: إن الفتى و قد شاب مبكرا كالغصن الغضّ الرطيب و قد أزهر قبل أوانه، و لكنه أتى بالتشبيه ضمنا، لإفادة أن الحكم الذي أسند للمشبّه أمر ممكن الوقوع.

و لنأخذ مثلا أخيرا و هو قول أبي تمام:

لا تنكري عطل الكريم من الغنى‌

السيل حرب للمكان العالي‌

يريد أبو تمام أن يقول لمن يخاطبها: لا تنكري خلوّ الرجل الكريم من الغني، فإن ذلك ليس غريبا، لأن قمم الجبال و هي أعلى الأماكن لا يستقر فيها ماء السيل.

فالكلام يوحي بتشبيه ضمني، و لو صرّح به لقال مثلا: إن الرجل الكريم المحروم الغنى يشبه قمة الجبل و قد خلت من ماء السيل. و لكن‌


[1] النور: الزهر الأبيض. و القضيب الرطيب: الغصن الغضّ الندي.

نام کتاب : علم البيان نویسنده : عبد العزيز عتيق    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست