responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم البيان نویسنده : عبد العزيز عتيق    جلد : 1  صفحه : 100

في حمرة الورد شي‌ء من تلهّبها

و للقضيب نصيب من تثنيها

و قال أيضا في وصف بركة المتوكل، و تشبيه البركة في تدفق مائها بيد المتوكل في العطاء:

كأنها حين لجّت في تدفقها

يد الخليفة لما سال واديها [1]

و قال في تشبيه الندى على شقائق النعمان بدموع الشوق على خدود الحسان:

شقائق يحملن الندى فكأنه‌

دموع التصابي في خدود الخرائد

و الخلاصة أن الأصل في التشبيه أن يجري على السّنن المعروف عند العرب و الذي يتمثل في أن يلتمس المشبه به مما هو معروف و مألوف في حياتهم حتى و لو كان المشبه أقوى و أعظم في الصفة التي يشترك فيها مع المشبه به. فالعرب مثلا قد اشتهر بينهم عمرو بن معدّ يكرب بالإقدام، و حاتم بالجود، و أحنف بن قيس بالحلم، و إياس بالذكاء، و أصبح كل واحد من هؤلاء مثلا عاليا في الصفة التي اشتهر بها. فالأسلوب العربي يقضي على الشاعر أن يجعل كل واحد من هؤلاء الأعلام مشبّها به، سواء أوجد بعده من هو أعظم منه في الصفة و أقوى أم لم يوجد.

و قد سلك القرآن الكريم هذا السّنن فشبّه نور اللّه سبحانه و تعالى، و هو بلا شك أقوى الأنوار، بنور المصباح في مشكاة، لأنّ العرب جروا على عادة أن يجعلوا نور المصباح أكبر الأنوار و أعظم الأضواء.

كذلك اطّردت العادة في البلاغة على تشبيه الأدنى بالأعلى، فإذا جاء


[1] لجّ في الأمر: تمادى و استمر.

نام کتاب : علم البيان نویسنده : عبد العزيز عتيق    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست