و احترز به عن نحو: (أقائمان الزيدان) لأن (أقائمان) رافع لمضمر عائد
إلى (الزيدان)، و لو كان رافعا لهذا الظاهر لم يجز تثنيته (مثل: زيد قائم) مثال
للقسم الأول من المبتدأ (و ما قائم الزيدان) مثال للصفة الواقعة بعد حرف النفي (و
أقائم الزيدان؟) مثال للصفة الواقعة بعد حرف الاستفهام (فإن طابقت) أي: الصفة[1]الواقعة
بعد حرف النفي أو ألف الاستفهام اسما[2] (مفردا)[3]مذكورا بعدها، نحو: ما قائم زيد و
أقائم زيد؟
و احترز به عما إذا طابقت مثنى نحو: أقائمان الزيدان؟ أو مجموعا نحو:
أقائمون الزبدون؟ فإنها حينئذ خبر ليس[4]إلّا، (جاز الأمران)[5] ...
-- اعلم أن هذا الحد غير شامل لاسم الفعل، مع أن
مبتدأ على ما اختاره في باب أسماء الأفعال، كرويد فإنه مبتدأ و الضمير المستكن
فاعل ساد مسد الخبر، و جواب مبتدأ و ما بعده خبره، بمعنى أنه يحصل منها من
الفائدة، و الخبر ما هو مصرح في عبارة المصنف، و به يندفع الإشكال و كون أسماء
الأفعال مبتدأ مختلف فيه، كما ذكره المصنف هناك في شرحه، و مقصوده هاهنا تجريد
المبتدأ الذي هو متفق عليه. (متوسط).
[1]نبه بهذا على أن ضمير طابقته لم يرجع إلى
الصفة المذكور بجميع أوصافها، فإنه لم يعتبر هاهنا كونها رافعة لظاهر، فإنها لو
كانت رافعة لظاهر لم يصح جعلها خبرا. (عصمت).
[2]و إنما قدر اسما؛ لأن قوله: مفردا صفة يقتضي
موصوفا، و هو الاسم هاهنا بقرنية المقام.
(توقادي).
[3]لأن المراد بقوله: مفردا أن يكون اسما ظاهرا
بعدها؛ لأنه لو كان قبلها لم يكن ظاهرا بل ضميرا. (م).
[4]و يحذف المستثنى تحقيقا نحو: جاءني زيد ليس
إلا، أي: ليس زيد، أي: ليس الجائي إلا زيد، و إنما صح الاستثناء في إلا زيدا؛ لأن
ليس فيه ضمير عائد إلى الجائي الذي دل عليه الفعل، و التقدير ليس الجائي. (لباب).
[5]قوله: (جاز الأمران) يرد عليه ما طالع الشمس،
حيث يجوز فيه دفع الصفة على الخبرية، و إلا لقيل: طالعت، و كذا يرد عليه ما قامت
الرجال، حيث يجوز فيه الوجهان، مع أن الظاهر جمع، و الجواب أنه في تأويل الجماعة.
(حواشي هندي).
- أحدهما: أن يكون الصفة مبتدأ و زيد فاعلها، فيدخل في الحد؛ لكونها
رافعة لمنفصل، و الثاني أن يكون زيد مبتدأ و الصفة خبرا عنه مقدما عليه، فيكون
رافعة لمتصل، فيخرج عن حده، و عن سيبويه جواز الابتداء بها من غير استفهام و نفي
مع قبح، و الأخفش يرى ذلك حسنا. (خبيصي رحمه اللّه).
نام کتاب : شرح ملا جامي على متن الكافية في النحو نویسنده : الجامي، عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 183