فخير: مبتدأ، و نحن فاعله، و لو جعل (خير) خبرا عن (نحن) لفصل بين
اسم التفضيل و معموله الذي هو (من) بأجنبي، و هو غير جائز، لضعف عمله، بخلاف[4]ما لو كان
فاعلا، لكونه كالجزء[5].
(رافعة لظاهر)[6]أو ما يجري مجراه، و هو الضمير
المنفصل، لئلا يخرج عنه
[1]هذا على لغة من يعمل اسم التفضيل في الظاهر
مطلقا، حكاها سيبويه و يونس، و لهذا قال ابن هشام في القطر: و لا يرفع في الغالب
إلا في مسألة الكحل. (داود).
[2]و وجه الحسن أن الصفة يعمل عمل الفعل، كما أن
الفعل يعمل مطلقا فكذلك الصفة التي تشابه.
(كثير).
[3]إذ الداعي المثوب آخر البيت، قال بلال:
التثويب في الفجر أن يقال: الصلاة خير من النوم.
(سعد اللّه).
[4]خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك و ما فيه مصدرية، و
لو زائدة أو بالعكس، أي: بخلاف كون نحن .. إلخ.
[5]الأولى أن يقول: لكونه معمولا؛ إذ كل ما هو
معموله من حيث أنه اسم التفضيل ليس بأجنبي، و إن لم يكن كالجزء إلا أن يجعل لبيان
الواقع. (داود).
[6]قوله: (رافعة لظاهر) احتراز عن الصفة الواقعة
بعد ألف الاستفهام و حرف النفي، الرافعة لمضمر نحو: أقائمان الزيدان، فإنها لم تكن
مبتدأ بل خبر مبتدأ، و الزيدان فاعلا لها ساد مسد الخبر، لم يثني؛ لأن الفعل أو شبهة
إذا أسند إلى ظاهر لم يثنى و لم يجمع، كما هو المقرر من قاعدتهم، فلو لم يقل رافعة
لظاهر لكان مبتدأ، و ليس كذلك؛ لأنه خبر مبتدأ، و فيه نظر و الصواب أن يقال: رافعة
لغير ضمير مستتر؛ ليخرج عنه مثل: قائمان الزيدان، و يدخل فيه قائم الزيدون و قائم
أنتم. (متوسط).
- فإن قلت: الاسم الفاعل في قائم زيد لما اعتمد على الهمزة عمل في
زيد، و معمول اللفظ لا يكون خبرا، و لهذا جعل النحويون زيدا في هذا المثال ساد مسد
الخبر، قلت: هذا سؤال لا يتخلص عنه كل فإن ذي دراية، إلا بتحتم خرط القتاد و عرق
القربة، و الجواب عنه أن قائم هنا ليس بمبتدأ على الحقيقة، و جعل أحد قسمي
المبتدأ؛ ليس لأنه مبتدأ حقيقة و المبتدأ الحقيقي بالتحقيق هو القسم الأول واقع
موقع المسند إليه، و إنما هو في الحقيقة خبر بمعنى يقوم، فلا حاجة إلى الخبر، و
المصنف في المفصل أشار إلى هذا المحصل. (غجدواني).
نام کتاب : شرح ملا جامي على متن الكافية في النحو نویسنده : الجامي، عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 182