نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 1 صفحه : 236
و قال أيضا في هذه الأرجوزة:
و الحشو من حفّانها كالحنظل
و الحفّان صغار النعام، فجعلها
هاهنا لصغار الإبل.
و قال آخر، و هو أوس بن حجر:
و ذات هدم عار نواشرها
تصمت بالماء تولبا جدعا
أراد بالتولب: طفلا من الناس، و
التّولب: ولد الحمار، و قد كان المفضّل روى" جذعا" و أنكره الأصمعي و
قال: جدع أي سّيّئ الغذاء. قال: فناظره المفضل و صاح، فقال الأصمعي: تكلم بكلام
النمل و أصب.
و قال آخر:
لها حجل قد قرّعت عن رؤوسه
لها فوقه ممّا تحلّب و اشل
و الحجل: إناث القبج، فوضعها لصغار
الإبل.
و يقوي أن هذا خارج من باب
الضرورات ما يروى عن الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:
" لا تحقرنّ من المعروف شيئا و لو فرسن شاة" و الفرسن
للبعير، لا للشاة.
و من أقبح الضرورات جعل الألف و
اللام بمعنى الذي مع الفعل، كقول طارق بن ديسق:
يقول الخنا و أبغض العجم ناطقا
إلى ربّنا صوت الحمار اليجدّع
أراد: الذي يجدّع، و لو قال:
المجدّع للزمه أن يخفض فيقوي؛ لأنّ القصيدة مرفوعة ففرّ من الإقواء إلى ما هو
أقبح.
و فيه عندي وجه آخر، و هو أنه لم
يرد الألف و اللام التي بمعنى الذي، و لا الألف و اللام التي للتعريف، و لكنه
أراد، الذي نفسها، فحذف الذّال و الياء و إحدى اللامين، لأنه قد رأى الذي يلحقها
حذف كقولهم: اللّذ و الّلذ، كما قال: