نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 1 صفحه : 190
و من يجعل الإطلاق تنوينا فهو يقلب الواو الأصلية تنوينا، فيقول: ما
يمرّ و ما يحلن.
و كنت إذا ما جئت يوما لحاجة
مضت و أجمّت حاجة الغد ما تخلو
و الوجه الثالث في الإنشاد أن ينشد
البيت على خفّة من الإعراب، كقول جرير:
متى كان الخيام بذي طلوح
سقيت الغيث أيّتها الخيام
فتسكن الميم إذا وقفت، و تضمّها
بلا واو و لا تنوين إذا وصلت، فتقول:" أيّتها الخيام"
بنفسي من تجنّبه عزيز
عليّ و من زيارته لمام
فإذا وصل" لمام" نوّن،
فقال:" لمام".
و من أمسى و أصبح لا أراه
و يطرقني إذا هجع النّيام
و الذي ينون في إنشاد المطلق، لا
يقف على التنوين، و إنما ينوّنه في الوصل، و الذي يزيد الواو للإطلاق، قد يقف
عليها؛ لأنه ليس في الكلام شيء آخره تنوين في الوقف، و قد يكون الوقف على حرف
يبدل من التنوين، ألا ترى أنك تقول:" رأيت زيدا" فتبدل الألف من التنوين
و لا يجوز:" رأيت زيدا" بالتنوين في الوقف، و بعضهم يقول:" هذا
زيدو" و" مررت بزيدي" فيبدل من التنوين واوا أو ياء في الكلام، و
ليس أحد يقف على التنوين، فقد علمت أن الذي ينشد بالتنوين، لا يقف عليه منونا.
و إذا كانت القافية مطلقة مخفوضة،
ففيها الأوجه الثلاثة، غير أنهم يجعلون مكان الواو في المرفوع، ياء في المخفوضة،
كقول الأعشى: