نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 1 صفحه : 183
أسطاع يسطيع إسطاعة و الألف في هذه مقطوعة في الفعل الماضي منه و في
المصدر، و حرف المضارعة مضموم؛ و استطاع يستطيع استطاعة، و الألف موصولة في الفعل
الماضي و المصدر و الأمر و أول المستقبل مفتوح؛ و اسطاع يسطيع اسطاعة، فالألف
موصولة في الفعل الماضي و المصدر و الأمر، و أول المستقبل مفتوح، و استاع يستيع
استاعة، بوصل الألف فيهما. و معنى الجميع القدرة على الشيء و اشتقاقه من الطاعة؛
لأنك إذا استطعت الشيء، و قدرت عليه، فالشيء منقاد لك، فكأنه مطيع، و تصريف
الفعل من ذلك.
أما أسطاع يسطيع، فأصله أطوع يطوع،
و من حكم أفعل في الفعل، إذا كان موضع العين منه واوا أو ياء أن تلقى حركة العين
على الفاء، فتقلب الواو ألفا و الياء ألفا، كقولك" أجار يجير و أقام
يقيم" و" ألان يلين" و الأصل: أقوم و ألين، فألقوا حركة الياء و
الواو على ما قبلهما، و قلبتا ألفين؛ فلهذا القياس وجب أن يقال في"
أطوع"" أطاع"، ثم زادوا السين في" أطاع" عوضا من إلقاء
حركة الواو على الطاء.
و قد طعن قوم على سيبويه في قوله:
زادوا السين عوضا من ذهاب حركة العين، و العين هي الواو في" أطوع"؛
لأنها عين الفعل؛ فقالوا: الحركة ما ذهبت، و إنما ألقيت على ما قبلها.
و الجواب عن سيبويه: أنه أراد
جعلوا السّين عوضا من ذهاب حركة العين من العين و الحركة قد ذهبت منها، و إن وجدت
في غيرها، فكأنّ تحصيله أنهم جعلوا السين عوضا من نقل الحركة.
و من قال:" استطاع" فهو
استفعل، من الطاعة، كما تقول:" استجار" و" استمال".
و من قال:" اسطاع" فإنه
حذف تاء الاستفعال، لما كثر الكلام بهذا الحرف، و كان الطاء و التاء من مخرج واحد،
و ثقل موالاتهما بلا فاصل.
و من قال:" استاع" فإن
الأصل أيضا" استطاع" و حذف الطاء؛ لأن الطاء أثقل من التاء، لما فيها من
الإطباق. و قال يعقوب بن السكيت: استاع و اسطاع من القلب و الإبدال، جعلوا التاء
مكان الطاء؛ و هذا بعيد جدّا، و ذلك أن قولنا: اسطاع، إن لم نجعله من استطاع، خرج
من أن يكون له نظير في الفعل، و لا يكون له اشتقاق، و هو قول فاسد
نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 1 صفحه : 183