responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید    جلد : 1  صفحه : 181

فنفتح النون، لالتقاء الساكنين، ثم يقول:" إن اللّه أمكنني فعلت" فنكسر النون لالتقاء الساكنين، و قبل كل واحدة منهما كسرة، و ذلك من قبل أنّ" من" كثرت في كلامهم، و كثر دخولها على ما فيه الألف و اللام، فطلبوا خفّة اللفظ بها، فلم يكسروا النون فتجتمع كسرتان مع كثرة اللفظ بها، ففرّوا إلى الفتح، و قلّت" إن" مع الألف و اللام، فكسروها على ما ينبغي من الكسر لالتقاء الساكنين.

و قوله:" و لا أدر" كان ينبغي أن يقال:" لا أدري"؛ لأنه في موضع رفع، و الأصل" لا أدري" فاستثقلت الضمة على الياء؛ لانكسار ما قبلها، فسكنت، فأشبهت بسكونها المجزوم؛ لأن المجزوم ساكن. فحذفوا الياء منها كما تحذف من المجزوم مع كثرة الكلام بها، و دلالة الكسر عليها.

فإن قال قائل: لم خص سيبويه هذا الحرف بالشّذوذ، و نحن نرى الياء قد تحذف من أواخر الأسماء و الأفعال، إذا كان ما قبلها مكسورا في غير هذا الحرف، كما قرأ بعضهم: ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ‌ وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ و الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ‌؟

قيل له: إنما أراد سيبويه في هذا الموضع- و اللّه أعلم و أحكم- أن يبيّن أن كثيرا من العرب، الذين لغتهم إثبات الياء في مثل هذا، يحذفونها من" لا أدر" و لغتهم:" لا أرمي" و" لا أبري" و" لا نشتري"، فخصوا هذا الحرف بالحذف لكثرته في كلامهم، و إن كان من لغتهم الإثبات.

و لقول سيبويه وجه آخر، و هو أنه أكثر من غيره في الحذف، فإن جاز في كل ما كان نظيرا لهذا الحرف حذف الياء منه، فليس يخرجه ذلك من أن يكون على غير القياس، الذي ينبغي أن يكون الكلام عليه.

قال سيبويه:" و أما استغناؤهم بالشي‌ء عن الشي‌ء، فإنهم يقولون: يدع، و لا يقولون: ودع، استغنوا عنه بترك. و أشباه ذلك كثيرة".

قال أبو سعيد: اعلم أن" يدع" في معنى" يترك" و" يذر" مثلها. غير أنهم يقولون:


[1] سورة الكهف، آية: 64.

[2] سورة الفجر، آية: 4.

[3] سورة الرعد، آية: 9.

نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست