نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 98
[الثالث: ما يقدر فيه حركة واحدة، و هو الفعل المعتل بالواو أو الياء]
و أما الذي تقدّر فيه حركة واحدة فهو شيئان: الفعل المعتلّ بالواو
ك «يدعو» و الفعل المعتل بالياء ك «يرمي» فهذان تقدّر فيهما الضمة
فقط للاستثقال؛ تقول: «هويدعو» و «هويرمي» فتكون علامة رفعهما ضمة مقدرة، و يظهر فيهما شيئان:
[أحدهما: النصب بالفتحة،]
أحدهما: النصب بالفتحة، و ذلك لخفتها نحو «لنيدعو» و «لنيرمي»
[1]و ربما وقع لضرورة الشعر عكس الأمرين جميعا،
فجاء الفعل المضارع المعتل بالواو أو بالياء مرفوعا بالضمة الظاهرة عكس الأصل
المتلئب الذي يقتضي عدم ظهور الضمة و يلتزم رفعه بضمة مقدرة على الياء أو الواو
لاستثقال الضمة على كل منهما، و جاء نصب الفعل المضارع المعتل بالواو أو بالياء
بفتحة مقدرة على كل منهما عكس الأصل المطرد الذي يقتضي نصبه بفتحة ظاهرة على كل من
الواو و الياء لأن الفتحة لا تستثقل على واحد منهما.
فما جاء مرفوعا بضمة ظاهرة على الواو قول الشاعر:
إذا قلت علّ القلب يسلو قيّضت
هواجس لا تنفكّ تغريه بالوجد
الشاهد في قوله «يسلو» حيث
رفعه بضمة ظاهرة على الواو لضرورة إقامة وزن البيت، و مما جاء مرفوعا بضمة ظاهرة
على الياء قول أعرابي نزل به ضيف فذبح له عنزا فلما أراد الضيف الارتحال منح هذا
الأعرابي قدرا كبيرا من المال:
فقمت إلى عنز بقيّة أعنز
فأذبحها فعل امرئ غير نادم
فعوّضني منها غناي و لم تكن
تساوي عندي غير خمس دراهم
الشاهد في قوله «تساوي» حيث
رفعه بالضمة الظاهرة لضرورة إقامة وزن البيت أيضا.
و مما ورد منصوبا بفتحة مقدرة على الواو قول عامر بن الطفيل:
فما سوّدتني عامر عن وراثة
أبى اللّه أن أسمو بأمّ و لا أب
الشاهد في قوله «أنأسمو» حيث نصبه بفتحة مقدرة على الواو للضرورة.
و مما ورد منصوبا بفتحة مقدرة على الياء قول حندج بن حندج:
ما أقدر اللّه أن يدني على شحط
من داره الحزن ممّن داره الفرح
الشاهد فيه قوله «أنيدني» حيث نصبه بفتحة مقدرة على الياء لأنه اضطر إلى ذلك لإقامة
وزن البيت.
[2]سورة الكهف، 14 و (ندعو) هو محل الاستشهاد في
الآية الكريمة.
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 98