نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 47
و لا بدّ من كونه مفتتحا بحرف من أحرف «نأيت»[1]نحو: «نقوم،و أقوم، و يقوم زيد، و
تقوم يا زيد»، و يجب فتح هذه الأحرف إن كان الماضي غير رباعي، سواء نقص عنها كما
مثلنا، أو زاد عليها نحو: «ينطلقو يستخرج»، و ضمّها إن كان رباعيّا، سواء كان كله أصولا، نحو: «دحرجيدحرج»، أو واحد من أحرفه
زائدا، نحو: «أجابيجيب»، و ذلك لأن أجاب
وزنه أفعل، و كذا كل كلمة وجدت أحرفها أربعة لا غير، و أول تلك الأربعة همزة؛
فاحكم بأنها زائدة، نحو: «أحمدو إصبع و إثمد»، و من أمثلة المضارع قوله تبارك و تعالى:لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ
يُولَدْ* وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص، 3، 4].
(لم) حرف جزم لنفي المضارع و قلبه ماضيا، تقول: «يقومزيد» فيكون الفعل
أيا جارتا ما أنصف الدّهر بيننا
تعالي ... إلخ
و قد نسب العلامة الأمير هذه الأبيات لأبي نواس، و لعله انتقال نظر
منه، أو تحريف من النساخ.
الإعراب: «تعالي» فعل
أمر، مبني على حذف النون، و ياء المخاطبة فاعله، «أقاسمك» أقاسم:
فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر، و فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره أنا، و الكاف ضمير المخاطبة مفعول به أول، مبني على الكسر في محل نصب، «الهموم» مفعول ثان لأقاسم، منصوب
بالفتحة الظاهرة، «تعالي» إعرابه كالسابق، و جملته
تأكيد للجملة السابقة.
التمثيل به: أراد المؤلف بذكره هذا البيت هنا أن يذكر أن هذا
الشاعر قد أخطأ فكسر لام «تعالي» و
الواجب أن يفتحها و يسكن الياء، كما هو شأن كل فعل أمر آخره ألف حين يسند لياء
المخاطبة؛ لكن الذي أنكره المؤلف في هذه الكلمة قد حكاه غيره على أنه لغة من لغات
العرب، و هؤلاء ذكروا أن لغة أهل الحجاز كسر اللام في «تعال» عند
إسناده لياء المخاطبة، و ضمها عند إسناده لواو الجماعة، و إن كان الاستعمال
المشهور الذي عليه أكثر العرب فتحها في جميع الأحوال، و على هذا يكون الشاعر قد
جرى على لغة أهل الحجاز، لا على وجه غير صحيح، فتأمل ذلك.
[1]و لا بد من أن يكون الحرف من حروف «نأيت» زائدا على أصل حروف الفعل
للدلالة على التكلم أو الخطاب و نحوهما، فإن كان حرف «نأيت» من
أصل الكلمة نحو أخذ و أكل، و نحو نأى و نفع، و نحو تبع و ترك، و نحو ينع و يفع، أو
كان حرف نأيت زائدا لا لأجل الدلالة على ما ذكرنا نحو أكرم و أمعن، و نحو تمهل و
تعجل، لم يكن مصحوبه فعلا مضارعا، بل هو في جميع هذه الأمثلة التي ذكرناها فعل
ماض.
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 47