نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 436
فجعل التأكيد اللفظي بابا وحده، و التأكيد المعنوي كذلك.
و مثال المقرر لأمر المتبوع في
النسبة «جاء زيد نفسه» فإنه لو لا قولك «نفسه» لجوّز السامع كون الجائي خبره أو
كتابه بدليل قوله تعالى: وَ جاءَ رَبُّكَ
[الفجر، 22] أي أمره.
و مثال المقرر لأمره في الشمول
قوله عز و جل: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ
[الحجر، 30]؛ إذ لو لا التأكيد لجوّز السامع كون الساجد أكثرهم.
و يجب في المؤكّد كونه معرفة، و
شذّ قول عائشة رضي اللّه عنها: «ما صام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم شهرا
كلّه إلا رمضان» و قول الشاعر:
228- لكنّه شاقه أن قيل ذا رجب
يا ليت عدّة حول كلّه رجب
228- هذا بيت من البسيط من كلمة لعبد اللّه بن مسلم بن جندب
الهذلي، رواها ياقوت في معجم البلدان، و أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب في مجالسه
(ص 474) و روى بعضها في تاريخ دمشق (انظر المختصر 3/ 408) و أول هذه الكلمة قوله:
يا للرّجال ليوم الأربعاء! أما
ينفكّ يحدث لي بعد النّهى طربا
إذ لا يزال غزال فيه يفتنني
يأتي إلى مسجد الأحزاب منتقبا
و قافية بيت الشاهد في رواية
الأدباء لهذه الكلمة منصوبة، و لكن النحاة يروونها في بيت الشاهد وحده بالرفع، و
ستعرف ما في ذلك.
اللّغة: «شاقه» أعجبه و أثار شوقه،
و الشوق: نزاع نفس الإنسان إلى الشيء.
الإعراب: «لكنه» لكن: حرف استدراك
و نصب و ضمير الغائب اسمه، «شاقه» شاق: فعل ماض، و ضمير الغائب مفعول به، «أن»
مصدرية، «قيل» فعل ماض مبني للمجهول، «ذا» اسم إشارة مبتدأ، «رجب» خبر المبتدأ، و
جملة المبتدأ و خبره في محل رفع نائب فاعل قيل، و أن مع ما دخلت عليه في تأويل
مصدر فاعل شاق، و تقدير الكلام: لكنه أعجبه قول الناس هذا رجب، «يا» حرف نداء و
المنادى محذوف، و التقدير: يا قوم، أو يا هؤلاء و نحو ذلك، «ليت» حرف تمن و نصب،
«عدة» اسم ليت، و عدة مضاف و «حول» مضاف إليه، «كله» كل: توكيد لحول، و كل مضاف و
ضمير الغائب مضاف إليه، «رجب» خبر ليت مرفوع بالضمة الظاهرة على رواية النحاة، أما
رواية الأدباء فإن «رجبا» خبر ليت أيضا، و أتى به منصوبا على لغة من ينصب بها
الجزأين كما في ظاهر قول الراجز:
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 436