responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 355

و أما قوله تعالى: إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ‌ [المائدة، 116] فالمعنى إن يتبيّن أني كنت قلته، كقوله:

172-* إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة*

172- هذا صدر بيت من الطويل لزائد بن صعصعة الفقعسي، و البيت بكماله مع بيت سابق عليه هكذا:

رمتني عن قوس العدوّ، و باعدت‌

عبيدة، زاد اللّه ما بيننا بعدا!

إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة

و لم تجدي من أن تقرّي بها بدّا

الإعراب: «إذا» ظرفية تضمنت معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب، «ما» زائدة، «انتسبنا» فعل و فاعل، و الجملة في محل جر بإضافة إذا إليها، و هذه الجملة هي شرط إذا، «لم» نافية جازمة، «تلدني» تلد: فعل مضارع مجزوم بلم، و علامة جزمه السكون، و النون للوقاية، و الياء مفعول به، و الجملة لا محل لها جواب إذا؛ لأن جواب الشرط غير الجازم لا محل له، «و لم» الواو عاطفة، لم: نافية جازمة، «تجدي» فعل مضارع مجزوم بلم و علامة جزمه حذف النون، و ياء المخاطبة فاعل، «من» حرف جر، «أن» حرف مصدري و نصب، «تقري» فعل مضارع منصوب بأن، و علامة نصبه حذف النون، و ياء المخاطبة فاعل، و أن مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بمن، و الجار و المجرور متعلق بقوله بدا الآتي، «بها» جار و مجرور متعلق بتقري، «بدا» مفعول به لتجدي.

الشّاهد فيه: قوله «إذا ما انتسبنا لم تلدني» فإن ظاهره أن جواب الشرط- و هو قوله «لم تلدني»- ماض في المعنى، و إن كان فعلا مضارعا في اللفظ، و ذلك أن «لم» إذا دخلت على الفعل المضارع عملت فيه ثلاثة أشياء: أولها أنها تجعله منفيّا، و الثاني أنها تقلب معناه ماضيا بعد أن كان صالحا


- و من ذلك قول عائشة رضي اللّه عنها في مرض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و استخلافه أباها أبا بكر الصديق رضي اللّه عنه على الصلاة: «إن أبا بكر رجل أسيف متى يقم مقامك رق» و من ذلك قول قعنب بن أم صاحب من قصيدة له رواها الشريف ابن الشجري:

 

إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا

منّي، و ما يسمعوا من صالح دفنوا

و من ذلك قول الشاعر:

 

إن تصرمونا وصلناكم، و إن تصلوا

ملأتم أنفس الأعداء إرهابا

و من ذلك قول أبي زبيد الطائي:

 

من يكدني بسيّئ كنت منه‌

كالشّجا بين حلقه و الوريد

نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست