نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 327
فإن قلت: فقد جعله الزّمخشري منصوبا في جواب الاستفهام!
قلت: هو غالط في ذلك.
و أما العرض فكقول بعض العرب
«ألا تقع [في] الماء فتسبح» و كقولك: ألا تأتينا فتحدّثنا» و قول الشاعر:
152- يا ابن الكرام ألا تدنو
فتبصر ما
قد حدّثوك فما راء كمن سمعا
و أما التحضيض فكقولك: «هلّا
اتّقيت اللّه تعالى فيغفر لك» و «هلّا أسلمت فتدخل الجنّة».
و هو و العرض متقاربان، يجمعهما
التنبيه على الفعل، إلا أن في التحضيض زيادة توكيد وحث.
و أما قوله تعالى:
لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ
[المنافقون، 10] فمن باب النصب في جواب الدعاء، و لكن استعيرت فيه عبارة التحضيض
أو العرض للدعاء.
سنن» جار و مجرور متعلق بأعدل، و
سنن مضاف و «الساعين» مضاف إليه، «في خير» جار و مجرور متعلق بالساعين، و خير مضاف
و «سنن» مضاف إليه، مجرور بالكسرة الظاهرة و سكنه لأجل الوقف.
الشّاهد فيه: قوله «فلا أعدل» حيث نصب
الفعل المضارع الذي هو قوله «أعدل» بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السببية الواقعة في
جواب فعل الدعاء الذي هو قوله وفق.
و منه يتبين لك أيضا أن الفصل بلا
النافية بين الفاء و الفعل لا يمنع من عمل النصب.
152- هذا بيت من البسيط، و هذا الشاهد مما لم أقف على نسبته إلى
قائل معين، و قد أنشده الأشموني في باب إعراب الفعل، و المؤلف في القطر (رقم 21) و
ابن عقيل (رقم 326).
اللّغة: «الكرام» جمع كريم، و يراد
به الجواد، كما يراد به الأصيل، «تدنو» تقرب، و أراد به هنا النزول عليهم، «راء»
اسم فاعل فعله رأى بمعنى أبصر.
[1] اعلم أن بين العرض و التحضيض اجتماعا و افتراقا: فهما يجتمعان
في أن كل واحد منهما طلب، على معنى أن المتكلم طالب من المخاطب أن يحدث الفعل الذي
بعد أداة العرض و التحضيض، و هما يختلفان في أن العرض طلب مع رفق و لين، و التحضيض
طلب مع حث و إزعاج، و لكل منهما مواضع تليق به.
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 327