نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 294
و قول الآخر:
129- يوشك من فرّ من منيّته
في بعض غرّاته يوافقها
القسم الثالث: يترجح تجرّد خبره
من «أن» و هو فعلان: كاد، و كرب، مثال التجرد منها قوله تعالى:
وَ ما كادُوا يَفْعَلُونَ [البقرة، 71]، و قول الشاعر:
على الظرفية متعلق بمحذوف حال إما
من أمر الآتي و إما من ضميره المستتر في الجار و المجرور، و كل مضاف، و «يوم» مضاف
إليه، «في خليقته» الجار و المجرور متعلق بمحذوف حال أيضا صاحبه هو صاحب الحال
السابق، و خليقة مضاف و الضمير مضاف إليه، «أمر» مبتدأ مؤخر، و جملة المبتدأ و
خبره في محل رفع خبر إن.
الشّاهد فيه: قوله «عسى فرج يأتي
به اللّه» حيث أتى بخبر عسى فعلا مضارعا مجردا من أن المصدرية، و ذلك نادر في خبر
هذا الفعل، و في البيت كلام لا تتسع له هذه العجالة.
و مثله قول الشاعر: و أنشده أبو
العباس المبرد في الكامل (1/ 393):
عسى فارج الكرب عن يوسف
يسخّر لي ربّة المحمل
و قول جميل صاحب بثينة (ديوانه
128):
و قالت: ترفّق في مقالة ناصح
عسى الدّهر يوما بعد نأي يساعف
129- هذا بيت من المنسرح، و قد نسب جماعة- منهم أبو العباس المبرد
في الكامل (1/ 44)- هذا البيت لأمية بن أبي الصلب أحد شعراء الجاهلية، و زعم صاعد
أن البيت لرجل من الخوارج، و لم يسمه، و قد نسبه أبو الحسن في تعليقاته على كامل المبرد
(1/ 44) إلى رجل من الخوارج قتله الحجاج بن يوسف الثقفي، و ذكر أن ذلك هو الصحيح
عن الأصمعي (و انظر الكامل:
1، 44، 201) و ذكر معه ثلاثة أبيات، و البيت من شواهد ابن عقيل
(رقم 91) و هو من أبيات سيبويه (ج 1 ص 489) و أنشده المؤلف في أوضحه (رقم 125)، و
قد وجدت بيت الشاهد في ديوان شعر أمية بن أبي الصلت، و قبله- و هو كلام تظهر فيه
روح أمية و يتفق مع المعاني التي كان يطرقها كثيرا:
باتت همومي تسري طوارقها
أكفّ عيني و الدّمع سابقها
و رغبة النّاس في الحياة، و إن
عاشت طويلا فالموت لاحقها
قد أنبئت أنّها تعود كما
كان بديئا بالأمس خالقها
و أنّ ما جمّعت و أعجبها
من عيشها مرّة مفارقها
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 294