responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 207

 

81- تولّى قتال المارقين بنفسه‌

و قد أسلماه مبعد و حميم‌

و قوله صلّى اللّه عليه و سلّم: «يتعاقبون فيكم ملائكة باللّيل و ملائكة بالنهار». و قول بعض العرب: «أكلوني البراغيث» و قول الشاعر:

81- هذا بيت من الطويل من كلمة لعبد اللّه بن قيس الرقيات، يرثي فيها مصعب بن الزبير، و قد أنشده ابن عقيل (رقم 143) و الأشموني (رقم 356) و المؤلف في أوضحه (رقم 209).

اللّغة: «المارقين» الخارجين عن الدين، «مبعد» أراد به الأجنبي، «حميم» هو الصديق.

الإعراب: «تولى» فعل ماض، و فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مصعب المذكور في أبيات سابقة، «قتال» مفعول به لتولى، و قتال مضاف و «المارقين» مضاف إليه، «بنفسه» الجار و المجرور متعلق بتولى، و نفس مضاف و الضمير العائد إلى مصعب مضاف إليه، «و قد» الواو للحال، و قد: حرف تحقيق، «أسلماه» أسلم: فعل ماض، و الألف حرف دال على التثنية، و الهاء ضمير الغائب مفعول به، «مبعد» فاعل أسلم «و حميم» معطوف عليه.

الشّاهد فيه: قوله «أسلماه مبعد و حميم» حيث وصل بالفعل ألف التثنية، مع أن الفاعل اسم ظاهر مذكور بعده، و هذه لغة جماعة من العرب، و ليست الألف عندهم إلا علامة على تثنية الفاعل، كما أن التاء في نحو «قامت هند» علامة على تأنيث الفاعل عند جميع العرب.

و العرب الذين يلحقون علامة التثنية و الجمع بالفعل يشبهون هاتين العلامتين بعلامة التأنيث، فكما أنه تلحق الفعل علامة التأنيث إذا كان الفاعل مؤنثا، فكذلك تلحق الفعل علامة التثنية إذا كان الفاعل مثنى، و علامة الجمع إذا كان الفاعل جمعا.

و جمهور العرب يجدون بين علامة التثنية و الجمع و علامة التأنيث فرقا؛ فلذلك لا يقيسون إحداهما على الأخرى، و لا يعطون إحداهما حكم الأخرى.

و مثل بيت الشاهد قول الشاعر:

نسيا حاتم و كعب لدن فا

ضت عطاياك يا ابن عبد العزيز


[1] هذا الحديث رواه مالك في الموطأ، و هو حديث مختصر من حديث روي مطولا: «إن ملائكة يتعاقبون فيكم: ملائكة بالليل، و ملائكة بالنهار» و من أجل ذلك امتنع قوم من الاحتجاج برواية مالك التي يحتج بها العلامة ابن مالك صاحب الألفية، حتى إنه سمى هذه اللغة «لغة يتعاقبون فيكم ملائكة» كما سماها غيره من النحاة «لغة أكلوني البراغيث» لأن الرواية المطولة تدل على أن من روى الرواية المختصرة لم يراع اللفظ الذي ورد عن الرسول صلوات اللّه و سلامه عليه، فأخطأ الصياغة.

نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست