responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العلل في النحو نویسنده : ابن وراق، محمد بن عبدالله    جلد : 1  صفحه : 76

ذلك لأنه جواب لقولك، كان زيد سيقوم فتقول: ما كان زيد ليقوم، فلما كانت جوابا لشيئين و (ما) حرف لا يعمل أرادوا أن يكون الجواب أيضا بحرف لا يعمل في الفعل ليشاكل الجواب ما هو جواب له، فلهذا لم يحسن إظهار (أن).

فأما (الفاء) و (الواو) و (أو) فحروف عطف، و حروف العطف لا تعمل شيئا لأنها لا تختص بالدخول على الفعل دون الاسم و لا بالدخول على الاسم دون الفعل، و كل حرف كان على هذا السبيل لم يعمل شيئا، فلما وجدنا الفعل بعد هذه الحروف منصوبا علمنا أنه انتصب بغيرها و هو (أن).

فإن قال قائل: فلم صارت (أن) بالإضمار أولى من أخواتها؟

ففي ذلك وجهان:

أحدهما: أنّ (أن) هي الأصل لهذه الحروف في العمل لما ذكرناه فوجب أن يكون المضمر (أن) لقوتها في بابها، و أن يكون ما حمل عليها يلزم موضعا و لا يتصرف.

و الوجه الثاني: أنّ (أن) يليها الماضي و المستقبل فصارت أشد تصرفا من أخواتها لأنه لا يليها إلا المستقبل فلما حصلت لها مزية على أخواتها في الإظهار كانت أولى بالإضمار، و أيضا فإنّ (أن) ليس لها معنى في نفسها كمعنى: (لن) و (إذن) و (كي)، و لأجل نقصها في معناها جاز أن تحذف و لم يجز إضمار أخواتها لكثرة فائدتها.

فإن قال قائل: فهلّا يجوز القياس على هذا حتى يجوز إضمار (أن) في كل موضع؟

قيل له: لا، فإن قال: فلم خصت هذه المواضع بهذا؟

قيل له: إنما لم يجز إضمار (أن) في كل موضع لأنه عامل ضعيف، و ليس من شرط العامل الضعيف أن يعمل مضمرا، و إنما جاز إضماره في هذه المواضع لأن‌

نام کتاب : العلل في النحو نویسنده : ابن وراق، محمد بن عبدالله    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست