أنه المختار في الواو إذ كانت عينا و هو أقوى منها إذ كانت لاما،
فإذا كان القلب مختارا في الأقوى لزم الأضعف.
و اعلم أن ما كانت فيه هاء التأنيث فإنك إذا صغّرته رددتها فيه بعد
طرحك زائدة أو زائدتين أو زوائد[1]، إن كانت فيه أو حذفت بعض الكلمة
لتصيرها بها إلى بناء التصغير كقولك في قرعبلانه: قريعبة، و إنما وجب رد هاء
التأنيث لأنها بمنزلة اسم ضم إلى اسم فليس يجب أن يعتد بها، فلذلك وجب أن تلحق في
الاسم بعد التصغير، و أما ألف التأنيث فلا يجوز فيها ذلك لأنها تجري مجرى الحروف
الأصلية، و الدليل على ذلك أنه يعتد بها في الجمع كقولك في جمع:
حبلى: حبالى، فلما اعتد بها في الجمع [حذفت إذا طال الاسم في
التصغير، و هاء التأنيث لا تزاد في الجمع؛ لأنه إذا جمعت الاسم][2]جمع تكسير
نقضت بناءه و استأنفت له بناء آخر، و ما كان متضمنا إلى الواحد من غير حروف فلا
يجب أن يتبع الجمع إذ حكم الواحد المتبوع قد بطل، فأما ألف[3]التأنيث/ فلما كانت مما يبنى عليه
الاسم و جرت مجرى حروفه الأصلية وجب أن يعتد بها في الجمع، فإذا ثبت أن ألف
التأنيث كالأصل و كنا نحذف الأصل في التصغير إذ زادت حروفه على أربعة أحرف وجب أن
تحذف ألف التأنيث إذا كانت خامسة، فإذا كان معها حرف زائد كنت بالخيار إن شئت
حذفتها و بقّيت الزائد و إن شئت حذفت الزائد و بقّيتها كقولك في تصغير حبارى[4]إن حذفت
ألف التأنيث:
حبيّر، و ذلك أن الألف الأولى تنقلب ياء و تدغم فيها ياء التصغير لما
ذكرنا قبل، و إن كان أبو عمرو بن العلاء[5]يقول حبيّرة، فيجعل هاء التأنيث
عوضا من ألف