responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العلل في النحو نویسنده : ابن وراق، محمد بن عبدالله    جلد : 1  صفحه : 293

تقول: أيهما عندك؟ فلو قلت: أ زيد عندك أم عمرو عندك؟ لكان هذا الكلام سؤالين، و لم تكن (أم) مع الألف بمنزلة (أي)، ألا ترى أنك لو جمعت الاسمين إلى جنب (أي) لصار اللفظ: أيهما عندك؟ فيكون الظرفان من غير فائدة و تكريرهما على هذا السبيل فاسد، فلا يصير بمنزلة (أي) و صار السؤالان‌ مفردين و كذلك/ إذا كان قبل الاستفهام ألف فهو سؤال مبتدأ فيها إضراب عما قبلها خبرا كان أو استفهاما فلهذا شبهوها ب (بل) فيها إضرابا عما قبلها، و أما (أم) فهي و إن دخلها معنى الإضراب عما قبلها فمعنى الاستفهام حاصل، و تخالف الألف من جهة أن الألف مبتدأ بها في الاستفهام، كقولك: أزيد عندك؟ و (أم) لا يبتدأ بها؛ لأنها قد أدخلت بعد الألف عاطفة ما بعدها على ما يلي الألف، فلما أدخل (أم) في حروف العطف و حروف العطف لا يبتدأ بها لم يجز الابتداء بها لما ذكرناه.

و اعلم أن (أم) دخلها معنى التسوية بين الشيئين في الجهالة، نحو قولك: زيد عندك أم عمرو، فلما ساغ فيها هذا المعنى جاز أن يستعار في كل موضع أردنا فيه التسوية بين الشيئين كقولك: قد علمت أزيد عندك أم عمرو، فمعنى هذا الكلام خبر و لفظه استفهام، و إنما دخل الاستفهام هاهنا لما أردنا من معنى التسوية بين الاسمين في العلم و الفائدة في ذلك.

إن المتكلم أراد أن يعلم المسؤول أنه قد علم ما كان يسأل عنه، و لم يخرج في اللفظ معينا على الشخص بعينه ليخرج المسؤول أن يسأله عن ذلك و لضرب من العوض، فلذلك دخلت (أم) و الألف في هذا الموضع إن شاء اللّه.


[1] في الأصل: السؤالين.

[2] في الأصل: إضراب.

[3] في الأصل: فأم.

نام کتاب : العلل في النحو نویسنده : ابن وراق، محمد بن عبدالله    جلد : 1  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست