و أما من أعرب فلأن الظرف متمكن في
نفسه و هذه الإضافة استحقها لما ذكرناه فوجب أن يبقى على حال تمكنه لأن ما استحقه
من الإضافة لعلّة أوجبت له ذلك، و قد يجوز أن يبنى مع المضارع ايضا كقولك: أعجبني
يوم تقوم، إلا أن الإعراب مع المضارع أحسن لما ذكرناه، و أما جواز البناء، فلأن
ظروف الزمان قد خالفت جميع الأسماء بإضافتها إلى الجمل، و خروج الشيء عن نظائره
نقص له فوجب لهذا النقص أن يبنى و اللّه أعلم.
باب إنّ و أنّ
إن قال قائل: لم وجب أن تكسر إن في
الابتداء؟
قيل: للفصل بينهما أعني بين إن و
أن.
فإن قال قائل: فما الحاجة إلى
الفصل بينهما؟
قيل له: لأن أن المفتوحة و ما
بعدها في تقدير اسم و المكسورة لا تكون مع ما بعدها اسما فلما اختلف حكمها وجب
الفصل بينهما.
فإن قيل: فلم خصت بالكسر و خصت
الأخرى بالفتح؟
قيل له: لأن الكسر أثقل من الفتح و
أن المفتوحة قد قلنا إنها و ما بعدها اسم،
[1] البيت للنابغة الذبياني من قصيدة يعتذر فيها إلى النعمان بن
المنذر الديوان 44، و هو في الكتاب 2/ 330، و معاني القرآن للفراء 1/ 327- 3/ 245،
و الكامل 1/ 240، و شرح أبيات سيبويه للنحاس 247- 316 و شرح أبيات سيبويه لابن
السيرافي 2/ 53، و الإنصاف 1/ 292، و شرح المفصل و استشهد به في مواضع عدة منها 8/
136- 9/ 135، و أمالي ابن الشجري 1/ 68، و المساعد: 1/ 405- 2/ 354، الارتشاف 2/
520- 522، شرح الشذور 78، المغني 672، و في الهمع 3/ 230، و في الخزانة 6/ 550.