بالصواب؛ لأنّا قد نثني حضرموت و نجمع فنقول: جاءني حضرموتان، و
نجمعه فنقول: حضرموتون، إذ كان اسم رجل فقد لحقت التثنية و الجمع الاسم الثاني و
إن كان قد جعل اسما واحدا فكذلك يجب أيضا أن تلحق علامة التثنية و الجمع فيها بعد
لا و لا يتغير من حكم البناء شيء كما يتغير ذلك في حضرموت.
فأما الذي لم يوجد في كلام العرب
فأن يكون الاسمان جعلا اسما واحدا، و الثاني مثنى أو مجموع في أول أحوالهما، فأما
ما تلحقه علامة التثنية و الجمع و يزولان عنه فليس حكمه هذا الحكم فمن أجل هذا
أدخلت الشبهة على أبي العباس و الصحيح ما ذكرنا عن سيبويه.
و اعلم أن لام الجر تزاد في النفي
فيكون دخولها كخروجها فيصير الاسم الذي قبلها في تقدير المضاف إلى ما بعدها كقولك:
لا مسلمي لك، إذا قدرت اللام زائدة لأنك في المعنى قد أضفت مسلمين إلى الكاف و لم
يعتد باللام فلذلك حذفت النون و إنما فعلوا كراهة أن يضيفوا الاسم من غير توسط
اللام فيصير في اللفظ معرفة و (لا) لا تعمل في المعارف، فلما كان اللفظ يصير معرفة
استقبحوا ذلك ففصلوا بينهما باللام، و إنما كانت اللام أولى من سائر الحروف؛ لأن
الإضافة تضمنتها و إن كانت محذوفة ألا ترى أن معنى قولك: جاءني غلام زيد، كمعنى
جاءني غلام لزيد، و إن كان الأصل معرفة يتعرف بالإضافة، فلما كانت الإضافة تتضمن
اللام أظهروها دليلا على أن الاسم نكرة، و ساغ أيضا ذلك من أجل حذف التنوين لأجل
البناء فيصير دخول اللام عوضا من بناء الاسم، فإن لم ترد باللام الزيادة أثبت
النون و جعلت اللام و ما بعدها خبر الابتداء إن شئت، و إن شئت/ جعلتها صلة للكاف،
و أضمرت الخبر كأنك قلت: لا مسلمين مملوكان لك مما يعرفه المخاطب من حكم الخبر.