نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 890
الإنشاء من التنافي؟ فالجواب أنّ الإنشاء في كم من جهة التكثير القائم
بنفس المتكلّم، و لا وجود له في الخارج حتّى يقال باعتباره: إن طابق فصدق، و إلا
فكذب، و الإخبار في الكلام الّذي هي فيه، و هو الّذي قيل له بسببه خبريّة أنّما هو
باعتبار الكثرة لا باعتبار التكثير، و الكثرة أمر له و وجود في الخارج، فإن طابق
الكلام ذلك الأمر الواقع في الخارج كان صدقا، و إن لم يطابق كان كذبا، فإذا قلت:
كم رجال عندى! فله جهتان: إحداهما التكثير الّذى قام بذهنك، و لا وجود له في
الخارج، و بهذا الاعتبار تكون كم إنشائيّة، و الأخرى كثرة الرجال المخبر عنها
بالعنديّة، و لها وجود في الخارج، و بهذا الاعتبار تكون كم الخبريّة، هذا معنى ما
قرّره ابن الحاجب، و قد تقدّم نظيره في باب أفعال المدح و الذم، و مرّ نزاع الرضي
له في ذلك، فليرجع إليه.
الرابع:من الأمور الّتي تشترك فيه كم الخبريّة و الاستفهاميّة الاسميّة،
خلافا لمن زعم أنّ الخبريّة حرف التكثير، و الدليل على اسميّتها دخول حرف الجرّ
عليها، نحو: بكم درهم اشتريت! و بكم شيء أحسنت إليك! و الإضافه إليها، نحو: غلام
كم رجل ملكت! و وصل كم حبيب ظفرت! و وقوعها مسندا إليها لفظا و معنى في نحو: كم
رجلا جاءك! و كم ملك أحسن إليك! و معنى لا لفظا نحو! كم عبدا أعتقت! و كم حرّا
اعتقت! فإنّ المفعول به مسند إليه بحسب المعنى، إذ قولك: ضربت زيدا في معنى زيد
ضربته، و لا معنى لاستبعاد ذلك أو إنكاره مع أنّه قد يكون نائبا عن الفاعل، نحو:
ضرب زيد، فيكون مسندا إليه لفظا و معنى، و ذلك لا يخرجه عن كونه مفعولا به على ما
صرّح به ابن الحاجب.
الخامس:الإبهام، و هو ظاهر، لأنّهما وضعا كذلك.
السادس:جواز حذف تمييزهما بدليل كما مرّ، خلافا لمن منع حذف تمييز الخبريّة.
السابع:الاختصاص بالنكرات كما صرّح في الرضيّ، قال: أمّا الاستفهاميّة فلوجوب
تنكير المميّز المنصوب، و أمّا الخبريّة فلأنّها كناية عن عدد مبهم عند المخاطب، و
معدود كذلك، و الغرض من إتيان المميّز بيان جنس ذلك العدد المبهم فقط، و ذلك يحصل
بالنكرة فلو عرّف بقي التعريف ضائعا.
الثامن:امتناع كون مميّزهما منفيّا، لا يقال: كم لا رجلا جاءك؟ و لا كم لا
رجل صحبت! خلافا لمن أجازه، نصّ عليه سيبويه.
«تختصّ»كم «الخبريّةب»وجوب «جرّالتمييز»،أي مميّزها، بإضافتها إليه كما في
عشرة و مائة، لا بمن مقدّرة خلافا للفرّاء، و قيل: الكوفيّين قاطبة بدليل أنّه متى
فصل كان منصوبا حملا على كم الاستفهاميّة، كقوله [من البسيط]:
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 890