responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 889

بم و لم و عمّ، و كثر الاستعمال لها، فاسكنت للتخفيف، و حدث لها بالتركيب معنى غير الّذي كان لكلّ واحد من مفرديها، كما قاله النحويّون في لو لا و هلّا [1]

« تشتركان» أى الخبريّة و الاستفهاميّة في ثمانية أمور:

أحدها: «البناء»، أمّا بناء الاستفهاميّة، فلتضمّنها معنى همزة الاستفهام، فإنّ قولنا:

كم رجلا عندك؟ معناه: أعشرون رجلا عندك؟ و أمّا بناء الخبريّة فلشبهها بالاستفهاميّة لفظا و معنى، أمّا لفظا فظاهر، و أمّا معنى فمن جهة أنّ كلّا منهما لعدد مبهم، و إن شئت قلت: بنيت بوجهيها لشبههما بالحرف وضعا، و هو الأقرب.

«» الثاني‌ «الافتقار إلى التمييز»، لمكان وضعهما على الإبهام، و لشدّة افتقارهما إليه لم يحذف إلا لدليل، كما إذا جرى ذكر العبيد، فقلت: كم عندك؟ أى كم عبدا عندك؟ بالنصب في الاستفهاميّة، و كم عبد عندك! بالجرّ في الخبريّة بحسب ما يقتضيه المقام بخلاف غيرهما من الأعداد، فإنّها تدلّ على كميّة معيّنة، فيجوز أن لا يؤتى لها بتمييز ألبتة، لأنّ فيها فائدة من جهة الدلالة على الكميّة المعيّنة، و إن جهل جنسها.

الثالث: «لزوم التصدير» على غير الجارّ، حرفا كان أو اسما، لأنّ ما قبلها إذا كان مضافا أو حرف جرّ يعمل فيهما، و اغتفر ذلك، لأنّ تأخّر الجارّ عن مجروره ممتنع لضعف عمله، فجوّز تقديم الجارّ عليهما على أن يجعل الجارّ اسما كان أو حرفا مع المجرور ككلمة واحدة مستحقّة للتصدير، حتّى لا يسقط المجرور عن رتبته، تقول: بكم رجل مررت! و غلام كم رجل ملكت! و يكون إعراب المضاف كإعراب كم، لو لم يكن مضافا إليه، و إنّما الّذي لا يعمل فيهما متقدّما الفعل أو شبهه لاستحقاقهما الصدر، لأنّ كلتيهما للإنشاء، و كلّ ما تضمّن معنى الإنشاء لزم تصديره، لأنّه يغيّر الكلام من نوع إلى نوع، فوجب تقديمه، ليعلم من أوّل الأمر نوع الكلام، و يتفرّع ذهن السامع، لتفهمه، و إلا فلو تأخّر لم يعلم هل الإنشاء راجع إلى ما مضى أو إلى شي‌ء، فيشوّش فكره.

و كون كم الاستفهاميّة للانشاء ظاهر، و أمّا الخبريّ فلتضمّنها معنى إنشاء التكثير، و الإنشاء أنّما يؤدّي بالحروف غالبا، فتكون متضمّنة لحرف دالّ على التكثير، إمّا محقّق الوضع، و هو من الاستغراقيّة أو ربّ، إن قلنا بدلالتها على التكثير، و إمّا مقدّر الوضع، إن سلم عدم دلالة هذين الحرفين على التكثير، فمن هذه الحيثيّة لزمت كم الخبريّة التصدير، فإن قيل: كيف يتأتّى أن يكون في الخبريّة معنى إنشاء التكثير مع ما بين الخبر و


[1] - قول الكسائيّ و الفرّاء و سائر الكوفيّين بأنّ «كم» مركّبة من الكاف و ما باطل، بدليل دخول حرف الجرّ عليها، نحو: بكم ريال اشتريت الكتاب؟ فالعقيدة الصحيحة هي أنّ «كم» اسم بسيط.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 889
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست