نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 545
التوكيد المعنويّ و ألفاظه:
«أو معنويّ»، هذا قسيم قوله إما لفظيّ، و
إنّما أخّره، و ان كان هو المعتدّ به في التوابع، كما قال ابن عقيل لطول الكلام
فيه، «و ألفاظه» محصورة، و هي «النفس و
العين»، و يكونان لدفع المتكلّم ظنّ السامع به تجوّزا في المنسوب إليه،
فإنّه إذا قيل: قطع الأمير اللصّ، احتمل أن يكون باشر قطعه، و هو المعنى الحقيقيّ،
و أن يكون أمر بقطعه، و نسب إليه لكونه سبب أمر، أو هو المعنى المجازيّ، فإذا
قيل: نفسه أو عينه، ارتفع ظنّ التجوّز، و ثبت الحقيقة.
تنبيه: محلّ كون
النفس و العين من ألفاظ التوكيد إذا أريد بهما الحقيقة، فلو أريد بالنفس الدم، و
بالعين الجارية المخصوصة، نحو: أرقت زيدا نفسه، و طرفت زيدا عينه، لم يكونا من
التوكيد، بل بدل بعض من كلّ، و هو ظاهر.
«و يطابقان المؤكّد في غير التثنية» و هو
الإفراد و الجمع «و هما» أي النفس و العين «فيها»
أي في التثنية «كالجمع» فيجمعان في توكيد الاثنين، كما يجمعان في
توكيد الجماعة، تقول: جاء زيد نفسه أو عينه، و جاءت هند نفسها أو عينها، و الزيدان
أنفسهما أو أعينهما، و الهندان أنفسهما أو أعينهما، و الزيدون أنفسهم أو أعينهم، و
الهندات أنفسهن أو أعينهنّ.
تنبيهات:
الأوّل:ما جزم به من وجوب جمع النفس و العين في توكيد الاثنين هو ما صرّح به
ابن مالك في التسهيل، و جزم به ابن هشام في القطر، و صرّح به بعضهم بجواز الأوجه
الثلاثة، و به جزم ابن هشام في شرح الشذور، قال: إذا أكّد المثنّى بالنفس و العين
ففيهما ثلاث لغات: أفصحها الجمع، و دونه الأفراد، و دون الإفراد التثنية، و هي
الأوجه الجائزة في قطعت رؤوس الكبشين، انتهى.
و إنّما أخّرت التثنية لكراهة
اجتماع تثنيّتين فيما هو كالكلمة الواحدة، و اختير الجمع على الافراد، لأنّ
التثنية جمع في المعنى. و جوّز ابن مالك و ولده تثنية النفس و العين في توكيد
الاثنين، نحو: قام الزيدان نفساهما و عيناهما، و منع ذلك أبو حيّان، و قال: إنّه
غلط، لم يقل به أحد من النّحويّين، انتهى. و في شرح الكافية للرضيّ، و قد يقال:
نفساهما و عيناهما على ما حكى ابن كيسان عن بعض العرب.
الثاني: مثل
النفس و العين في جوازه الأوجه الثلاثة ما أضيف إلى متضمّنه، و هو مثنى لفظا، نحو:
قطعت رؤوس الكبشين، أي رأساهما، أو معنى، كقوله [من الطويل]: