نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 463
ظاهرا، أو مجرورا بربّ، أو كان للشأن، و سيأتي ذكر هذه المواضع في
كلام المصنّف مفصّلا، فتستوفي الكلام عليها هناك، إن شاء اللّه تعالى.
و إنّما خولف مقتضي وضع ضمير الغائب في هذه المواضع بتأخير مفسّره
لقصد التفخيم و التعظيم، بأن يذكروا أوّلا شيئا مبهما حتى تتشوّق نفس السامع إلى
العثور على المراد به، ثمّ يفسّروه، فيكون أوقع في النفس، لكن هذا يختلف في باب
التنازع المذكور، فإنّه لمجرّد الاختصار و الاحتراز عن التكرار عند غير الكسائي
القائل بأنّ الفاعل محذوف كما سيأتي بيانه.
الضمير المنفصل و المتّصل:
«فإناستقلّ»المضمر بنفس بأن لم يحتجّ إلى كلمة أخري قبله يكون هو كالتتّمة لها،
بل كان كالاسم الظاهر، فهو «منفصل» و
هو سبعة: أنا، و ألفه زائدة لبيان الحركة، و نحن و أن و هو و هي و الهاء و إيّا، و
أمّا لواحق أن و الهاء و إيّا فحروف دالّة على المراد منها، «إلا»يستقلّ بنفسه، بل احتاج إلى كلمة اخري قبله يكون هو كالتتمّة لها، فهو
متّصل، و هو تسعة: التاء و النون و الألف و الواو و ياء المخاطبة و تاء المتكلّم و
الهاء و تا، و أمّا لواحق الكاف و الهاء فحروف دالّة على المراد منها نظيرها ما
مرّ، فجملة الضمائر على هذا، و هو الصحيح، ستّة عشر ضميرا لا غير.
تنبيه:ظاهر صنعة أنّ كلّا من المنفصل و المتّصل قسم برأسه، و ذهب بعضهم إلى
أنّ المتّصل أصل للمنفصل محتجّا بأنّ مبني الضمائر على الاختصار، و المتّصل أخصر
من المنفصل، قاله في التصريح.
و المضمر «المتّصلمرفوع و منصوب و مجرور»لا بمعنى المتّصف بالرفع و النصب و
الجرّ، فإنّ أنت مثلا مرفوع، و إن لم يتّصف بالرفع، بل بمعنى ضمير لا يستعمل في
التركيب إلا في موضع مرفوع أو منصوب أو مجرور. و الضمير «المنفصل» مرفوع
و منصوب «غيرمجرور»،لأنّ المجرور بمترلة الجزء الأخير
من العامل بحيث لا يجوز فصله، فهو لا يكون إلا متّصلا.
فهذه خمسة أنواع، و كلّ منها إمّا مفرد أو مثنى أو مجموع، فهي خمسة
عشر، و كلّ منها إمّا مذكّر أو مؤنّث، فهذه ثلاثون، لكن اكتفي في المثنّى بلفظ
واحد لقلّة استعماله، فسقط خمسة، فهي خمسة و عشرون، و كلّ منها أمّا متكلّم، أو
مخاطب أو غائب، فهذه خمسة و سبعون، لكن اكتفي في المتكلّم بضميرين، لأنّ المتكلّم
يعلم غالبا كونه مذكّرا أو مؤنّثا، إمّا برؤيته أو صوته، فيسقط خمسة عشر من ضرب
ثلاثة في
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 463