نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 459
و بطل أن تكون أصليّة لعدمها في أحد، و بطل أن تكون لتكثير الكلمة
لعدم كونها على أكثر من أربعة أحرف ثبت أنّها للتانيث. انتهى.
الثالث:إنّما جمعوا بين تأنيثين في إحدى عشرة لاختلاف لفظي العلامتين في
اثنتي عشرة، إمّا لأنّ التاء بدل عن الياء، و ليست للتأنيث، أو لأنّها زائدة
للإلحاق بأصبهان، أو لأنّ إحدى الكلمتين معربة و الأخرى مبنّة، فكأنّهما قد
تباينا، أو لأنّهما متضافيان بدليل حذف النون، أو لأنّ اثنتين بمترلة ثنتين و تاء
ثنتين للإلحاق بمترلة التأنيث لسكون ما قبلها، فكأنّما ألحقا بمثال جذع، كما ألحقت
أخت بمثال قفل، فالتاء زائدة.
قال ابن هشام: كلّ ذلك قد قيل: و السؤال عندي من أصله ليس بالقويّ،
لأنهم قالوا في اسم الفاعل: خامس عشر في المذكّر و خامسة عشر في المؤنّث، فأنّثوا
الكلمتين جميعا، و بنوهما على الفتح، و ذلك مجمع عليه، و كذا في الباقي، فدلّ على
أنّهم اعتبروا حالة الكلمتين قبل التركيب، انتهى.
الرابع:الحجازيّون يسكنون ثنتين عشرة في التركيب إذا كانت مختومة بالتاء
كراهة توإلى أربع متحرّكات في ما هو كالكلمة الواحدة و بنو تميم تكسرها تشبيها
بتاء كتف.
قال ابن بابشاذ: و هذا الموضع من أعجب الأشياء، و ذلك أنّ مذهب بني
تميم في مثل كتف و فخذ التخفيف[1]، و مذهب أهل الحجاز في مثل هذا
الثقيل، و قد انعكس المذهبان في هذا الباب، و ليس له علّة سوى أنّه حدث مع التركيب
أحكام، لم تكن قبل التركيب لمعنى يختصّ به، انتهى.
و بعض بني تميم يفتحها إبقاء لها على أصلها، و بذلك قرأ الأعمش:
فانفجرت منه اثنتى عشرة عينا [البقرة/ 60]. و بعضهم يسكّن عين عشرة بمتحرّك الآخر
لاجتماع أربع فتحات بخلاف اثني عشر، و تقول: ثلاثة عشر رجلا بتأنيث الجزء الأوّل و
تذكير الجزء الثاني، و كذا في ما زاد إلى تسعة عشر رجلا بدخول الغاية في عدد
المذكّر ثلاث عشرة امرأة بتذكير الجزء الأوّل و تأنيث الجزء الثاني، و كذا في ما
زاد إلى تسع عشرة بدخول الغاية أيضا في عدد المؤنّث برجوع العشرة بعد التركيب إلى
الأصل دون النّيف تقليلا لخلاف الأصل.
تنبيه:إذا قلت: عندي ثماني عشرة امرأة، فلك فتح الياء من ثماني، لأنّها
مفتوحة في ثمانية، و لك إسكانها كما في معدي كرب، و جاز حذفها قليلا مع بقاء كسر
النون دليلا عليها و فتحها، و هو أولى من الكسر لتوافق أخواتها، لأنّها مفتوحة الأواخر
مركّبة