نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 330
قال الرضيّ: و أنا لا أري بينهما فرقا، لأنّ معنى التمييز عنده ما
أحسن فروسيّته، فلا تمدحه و في غير حال فروسيّته إلا بها، و هذا المعنى هو
المستفاد من قولنا: ما أحسنه في حال فروسيّته و تصريحهم بمن في للّه درّك من فارس
دليل على أنّه تمييز، و كذا قولهم: عزّ من قائل، انتهى.
تنبيه، ممّا
يحتمل الحالية و التمييز أيضا قولك: كرم زيد ضيفا، إن قدّرت زيدا هو الضيف، أمّا
الحالية فدلالته على الهيئة، و أمّا التمييز فلدخول من عليه، و الأجود عند قصد
التمييز إدخالها عليه دفعا لتوهّم الحالية، و إن قدّرت زيدا غير الضيف تعيّن
التمييز، و امتنعت حينئذ من، لأنّه تمييز عن الفاعل، و الأصل كرم ضيف زيد.
«فالأوّل» أي التمييز الرافع للابهام
المستقرّ عن ذات يصدر «عن مقدار» صدورا
«غالبا» لا دائما، فإنّه قد يصدر عن غير مقدار كما سيأتي، و يجوز أن يكون عن
بمعنى بعد، نحو قوله تعالى: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ
طَبَقٍ [الانشقاق/ 19]، و المراد بالمقدار ما يقدّر به الشيء، أي يعرف به
قدره و يبيّن.
و المقادير إمّا مقاييس مشهورة
موضوعة ليعرف بها قدر الأشياء كالأعداد، و ما يعرف به قدر الكيل كالقفيز و
الإردبّ و الكرّ، و ما يعرف به قدر الموزون كضبحات الوزن كالطّسوج و الدانق و
الدينار و المنّ و الرطل و غير ذلك، و ما يعرف به قدر المذروع و الممسوح كالذراع و
قد راحة و قد شبر و نحو ذلك. أو مقاييس غير مشهورة و لا موضوعة للتقدير كقوله
تعالى: مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً [آل
عمران/ 91] و قولك: عندي مثل زيد رجلا، و أمّا غيرك رجلا و سواك إنسانا فمحمول على
مثلك بالضديّة، و قولك: بطولك رجلا، و بعرضه أرضا، و بغلظه خشبا، و نحو ذلك من
المقاييس. أيضا فهذه المقادير إذا نصبت عنها التمييز أردت بها المقدّرات لا
المقادير، لأنّ قولك: عندي عشرون درهما و ذراع ثوبا و رطب زيتا، و المراد بعشرون
هو الدراهم لا مجرّد العدد و بذراع المذروع و برطل الموزون إلا ما يوزن به و كذا
في غيرها قاله الرضيّ.
«و الخفض» أي خفض إضافة تمييز المقدار
بإضافة التمييز إليه كشبر أرض و قفيز برّ و منوي عسل و تمر «قليل»
لما سيأتي، هذا إذا لم يكن المميّز عددا أو مضافا، فإن كان