نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 306
الثاني: اختلف في المنصوب بنصحت و شكرت في قولنا:
نصحته و شكرته، هل هو منصوب بترع الخافض، أو على المفعول به على الأصل، و هذا
الخلاف مبنيّ على الخلاف في أنّ هذين الفعلين هل الأصل فيهما التعدّي بالحرف، و
كثر فيه الأصل و الفرع، كما في باب اختار، أم هما من المتعدّي تارة بنفسه و تارة
بالحرف، و ليس أحد الاستعمالين مستندرا فيه، فهو قسم برأسه، يقال له متعدّ بوجهين
و متعدّ و لازم، فعلى الأوّل من أنّ الأصل فيهما التقدير بالحرف يكون من المنصوب
بترع الخافض، و على الثاني يكون مفعولا به على الأصل، لأنّ الفعل ليس لازما.
و ذهب الرضيّ و السعد التفتازانيّ
إلى أنّ الأصل في هذا القسم أن يكون متعدّيا بنفسه، و حرف الجرّ زائد. قالا: لأنّ
الحرف مع الكلمة كهو مع عدمه و التعدّي و اللزوم بحسب المعنى لكن لقائل أن يقول:
إذا كان اتّحاد المعنى مع تساوي الاستعمإلين يوجب اتحاد الوصف من التعدّي و اللزوم،
فليس كونه متعدّيا و الحرف زائد بأولى من كونه لازما، و الحرف محذوف توسّعا، بل قد
يترجّح هذا بأنّ دعوى الحذف أولى من دعوى الزيادة، و من هنا يظهر ترجيح قول
الجمهور في التنبيه الأوّل.
الثالث: ذهب
الأخفش الأصغر إلى أنّ حذف الجارّ مع غير أن و أنّ قياسيّ أيضا إذا تعيّن الجارّ،
تقول: بريت القلم السكين، أي بالسكين، فحذف الجارّ لتعيّنه، كذا نقل عنه ابن مالك
في التسهيل، و الرضيّ في شرح حاجبية و غيرهما. و قال أبو حيّان: و الّذي أورده
أصحابنا عن الأخفش إنّما هو في المعتدّي لاثنين أحدهما بحرف الجرّ، فأجاز:
بريت القلم السكين أي بالسكين
قياسا على ما سمع من قولهم: أمرتك الخير أي بالخير، انتهى.
فإن لم يتعيّن الحرف لم يجز نحو:
رغبت الأمر، و كذا إن لم يتعيّن موضع الحرف، فلا يقال: اخترت إخوتك الزيدين، إذ لا
يدرى هل المختار من الزيدين أو من الإخوة، و في شرح المقرّب لابن العصفور أنّ أبا
الحسين بن الطراوة ذهب إلى مثل ذلك.
[1] - هو أبو الحسن على بن سليمان أخذ عن المبرّد و ثعلب، له مصنفات
منها، كتاب «الثنية و الجمع» توفّي ببغداد سنة 315 ه ق، نشأة النحو. ص 104.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 306