نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 262
و هذه الأفعال و إن كانت «تعملعمل كان»،إلا أنّها تخالفها في بعض الأحكام، فمن ذلك إنّ خبر كان قد يكون
مفردا، و قد يكون جملة اسميّة أو فعلية، و هذه الأفعال «أخبارهاجمل»فعلية «مبدوةبمضارع»دائما، كما مرّ في الأمثلة المذكورة
كلّها، و شذّ مجئ خبري كاد و عسى مفردا منصوبا كقوله [من الطويل]:
و قولهم في المثل: عسى الغوير أبؤسا[3]. قال ابن هشام: كذا قالوا، و الصواب
أنّه ممّا حذف فيه الخبر، أي يكون أبؤسا، و أكون صائما، لأنّ في ذلك إبقاء لهما
على الاستعمال الأصليّ، و لأنّ المرجوّ كونه صائما لا نفس الصائم، انتهى.
و ما قاله من التقدير يأتي في البيت الأوّل أيضا، كما هو ظاهر، و عليه
فلا شذوذ، و أمّا فطفق مسحا فالخبر محذوف، أي يمسح مسحا، و ليس هو مسحا كما توهّمه
بعضهم، و ربّما جاء خبر جعل جملة اسمية، كقوله [من الوافر]:
أو فعلية غير مبدوّة بمضارع، كقوله ابن عباس[5]: فجعل الرجل إذا لم يسطع أن يخرج
أرسل رسولا. قال ابن هشام في شرح الشواهد: و هذا لم أر من يحسن تقديره، و وجهه أنّ
إذا منصوبة بجوابها على الصحيح، و المعمول مؤخّر في التقدير عن عامله فأوّل الجملة
في الحقيقة أرسل، فافهموه، انتهى.
و فيه ردّ على ابن مالك حيث قال في التسهيل: أو فعلية مصدّرة بإذا.
قال ابن هشام في الحواشي: الصواب أن يقال: أو جملة فعلية فعلها ماض، فإنّ هذا هو
محطّ الشذوذ، و أمّا نفس إذا فلا وجه لكونها مرجعا للشذوذ. و لهذا لم يقل أحد فيما
علمنا أن قوله [من البسيط]: