نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 251
أصلا لمعنى بإسقاطه كما في مسألة غضب من لا شيء، و كذا إذا كان يفوت
بإسقاطه معنى كما في مسألة كان، انتهى.
و شذّ جئت بلا شيء بالفتح على الإعمال و التركيب، و وجهه أنّ الجارّ
دخل بعد التركيب، نحو: لا خمسة عشر، و ليس حرف الجرّ معلّقا، بل لا و ما ركّب معها
في موضع جرّ، لأنّهما جريا مجرى الاسم الواحد، قاله ابن جنيّ، و قال في الخاطريات:
إنّ لا نصبت شيء، و لا خبر لها، لأنّها صارت فضلة، نقله عن أبي على و أقرّه.
فان كان «اسمها»أي
اسم لا «مضافا»إلى نكرة «أوشبيها به»،أي بالمضاف، و هو ما اتّصل به شيء
من تمام معناه، سواء كان ذلك الشيء مرفوعا، نحو: لا حسنا فعله مذموم، أو منصوبا،
نحو: لا طالعا جبلا حاضر، أو مجرورا، نحو: لا خيرا من زيد موجود، و سمّي مشبّها به
لعمله فيما بعده كالمضاف، و يسمّى المطول و المطول من مطلت الحديد إذا مددتها، «نصب»أي ظهر نصبه، و كان معربا باتّفاق كما مرّ، و «إلا»يكن
مضافا أو مشبها به بأن كان مفردا أو مثنى أو مجموعا[1] «بني»، و اختلف في علّة بنائه فقيل:
لتضمّنه معنى من الاستغراقية بدليل ظهوره في قوله [من الطويل]:
قال الرضيّ: و هو الحقّ، لأنّ قولك: لا رجل، نصّ في نفي الجنس بمترلة
لا من رجل، بخلاف لا رجل في الدار بالرفع، كما أنّ ما جاءني من رجل نصّ في
الاستغراق بخلاف ما جاءني رجل، إذ يجوز أن يقال: لا رجل في الدار بل رجلان، و ما
جاءني رجل بل رجلان، و لا يجوز لا رجل في الدار، بالفتح، بل رجلان، و لا ما جاءني
من رجل بل رجلان، فلمّا أرادوا التنصيص على الاستغراق، ضمّنوا الاسم النكرة معنى
من فبنوها، انتهى.
و فيه بحث، أورده ابن الضائع[3]بأنّ المتضمّن لمعنى من أنّما هو لا
نفسها، لا الاسم النكرة بعدها، و قيل: لتركيبه مع لا تركيب خمسة عشر، و هو رأي
سيبويه و الجمهور، و يؤيّده أنّهم إذا فصلوا أعربوا، فقالوا: لا فيها رجل و لا
امراة، و قد جاء تركيب الحرف المؤخر كقوله [من الرجز]:
[3] - على بن محمد بن على بن يوسف أبو الحسن
المعروف بابن الضائع، بلغ الغاية في فن النحو و له: شرح الجمل، شرح كتاب سيبويه،
مات سنة 680 ه. بغية الوعاة 2/ 204.